السبت، 2 سبتمبر 2023

غرفة التحقيق
بقلمي د. حسين موسى

في غرفة التحقيق وجدت نفسي
 مقيّد اليدين معصوب العينين مغبون
وقبالتي يجلس متكرّش على
 كرسي يستمع لزفراتي ويستمتع بغليون
عرفت أنه مستنطقي بحسيس نحنحة
ليشعرني أن خلاصي به وإلا حمأ مسنون
فتساءلت في ردهة غرفة جرداء
لمَ أساق معصوباً فتأتي الأجوبة ظنون
ولِمَ يعتلي المحقق رأسي وجسدي
يتلقَّ لسعات سوطه ولسانه المأفون
وأوراق يقلّبها بين يديه عرفتها
لخشخشة تتابعها وكدت أصير مجنون
أيعقل أن كلّ هذه الأوراق أفعالي
أم حياتي جُمعتْ وباتت قصصاً ومتون
وما بال المحقق يمنع عنّي وجهه
أيخاف نظراتي وانا المُصفّد المسجون
وقبل السؤال والتعارف كانت عصاه
تنزع جلدي وتنقش عليه وشم السجون
أيها المحققون أين عقولكم وقد 
حكمتم قبل السؤال ساء ما تحكمون
فإذا كان الولاء جوهر ظلمكم
فلا فائدة ترجى منّي فغير الله يهون
فأنا لست فرداً أمامكم إنما أمّة
تقاتل بأمرالله عدوكم بني صهيون
وما كان لي بأقطاركم حاجة
معاذ الله ولا تظنّوا بي غير ظنون
فإن كنت ضيفاً فقِرى الضيف
واجبٌ عرفه العرب وحتى الجاهلون
وإن كنت لاجئاً بين أشقائي حينها
لا أريد سوى أن طبّقوا بحقي القانون
فكيف تسأل عن اسمي وهويّتي وإن
 كنت لا تعرف فكيف اصير مسجون 
وكيف يذاع البحث عن مجهول
أو لم تشرعوا بالتثبّت قبلاً من الظنون
 فأنا شعبٌ وثّق الله ماضيه قرآنا
ورسم له خارطة مستقبله المضمون
فلا تصعّرنَّ خدك لبعيدٍ أمَرَفكل
 ودِّهم أنهم أدهنوا وها انتم تدهنون
ولا تقربنَّ الظّلم فإنه ظلمات 
فكيفَ الأمرُ بفلسطين ظلمها الاقربون
فحقّق بما شئت وكيف وأنّى شئت 
فعلى الأعداء ومن والاهم إنّا منتصرون
وإن بالسوط قد نزعت جلودنا فأهل
 فلسطين الوطن جلدهم  وغيره لا يرجون

د.حسين موسى
كاتب وصحفي فلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...