الاثنين، 30 أكتوبر 2023

خيوط من الظلال *** بقلم الاستاذة نعيمة برقاوي

🌹☘️خيوط من الظّلال ☘️🌹

بديعة هي تراتيل الجداول تجرف معها الصّمت
وخيوط الظّلال تتراقص على سحنة الماء
سمفونيّة الانسياب وعزف الأغاريد...
تتراقص الأدفاق فتلتقي السّواقي عند السّفح
لأجل ذلك كانت تضع العطر نهرا
ومن الزّهر كانت تنثر البساتين
هنا ،حيث الأرض تغتسل وتحتفي ،
رحلة أثيريّة إلى الجمال ، إلى المدى ...
آسر ، ساحر ذلك العالم
بهيةٌ سيماؤه التي تسرقها من
زمن تآكلت فيه ملامحها أوكادت
تضمحلّ
استقبل ذاك الوجود إطلالتها
وكان لها كلّ الصّور والمشهد
كلّ العمق والإلهام والسّؤدد
تحاكي الزّهر والريحان والذّكريات
فتناشدها : ابقيْ هنا على الضّفاف لا ترحلي
فمازال. الكلام لم يلملم شتاته. ليسافر إليكِ ...
تمهّلي !
إنّه عالمها اللٌامتناهي ، عالم يعيش بداخلها
لا حدود للمساحات التي تؤويه...
هنا ، عند الفجر ينثر النّهار أول ضوئه
فتنتعش أنفاس الحياة ...
هنا ، حيث البدايات دائما بديعة الأثر
حيث الصّحوة من سبات ،
فوق أثير يتضوّع ندى تسبح الغيمات
شغفا يتأجّج وعدا.
وعلى معصمه يندلق الوقت ..
وحده اللّقاء هو كلّ التّزمين،
يمحو أثر الانتظار ، يباعد بين الانبعاث
وبين الاحتضار أشواطا .
هنا التّعطّر بنثيث الورد وعبق الياسمين
وقفــتْ بمفردها تُصخي إلى صهيل التّيّار.
عُبابٌ يعربدُ، يتقفّى أثر المواعيد المتفلّتة ...
نهضت تروم العودة ، حتما ستعود أويقات الأنس
في تلك السّفوح الآمنة ، من جديد....

أ نعيمة برقاوي 🇹🇳 تونس 🇹🇳

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...