همسات مراكشية
===========
بقلم:
===
كمال مسرت
========
قتلوا يوسف و الذئب يا يعقوب ..
=====================
أنا هنا منذ النكسة ،أو ربما من قبل
ولادة التاريخ بليلتين و لِينة .
أجلس بين مخيمات الضفة و المعمداني ،
على أسوار الحصار ،أراقب قوافل الشهداء
من تلة العذراء ، وهي معهم .
تسافر في قصائد الشعراء ،
الذين ماتوا في قصيدتي الأخيرة،
قرب مدرسة الشيخ جابر ،
قبل أن يلقيها اليم في جب يوسف ،
و إخوته يغتالون أطفال غزة ، بعد
الاعتراف بالنبوة . أُجلس من حولي عصافير
الضفة في هدوء الإعصار ، لنقتص
ليوسف و الذئب ، و نستعيد الكرامة .
و في ساحة الحكم يحمل الشهود القاضي
على الأكتاف ، ليرتاح من ثقل ملفات
القضية . حملوه على العرش ، ثم جلسوا على
القبور الجديدة ، ليرتشفوا نخب النصر على يوسف.
قتلوا يوسف و الذئب يا يعقوب ،و كل صغار العصافير ،
في حضرة القاضي . و أنا أراقب من بعيد ، و كنت
أعزل و دون الفطام .. لا أحمل سلاحا و لا سكاكر العم يونس- الذي مات قبل مخاض الزعتر البري، على فراخ الحجل الربيعية في ساحة المدرسة - ،
و لا مِرضعتي ،إلا قميصي الأزرق البني الرمادي، و حفاضتي الممزقة .. كنت أنتظر عودة أبي من الموت ،
لأرتمي في فراغ حضنه البارد ، ربما أعيد إليه بعض الذكريات ، و شيء من التراب ، ليرمم حضنه ،
كي نعود إلى بيتنا ، فنموت في سلام .
أيها القاضي ، أيها المبجل ، احكم بما شئت ،
و كيف شئت ، فعصافيري ستبعث من رمادي
لتطير عاليا في شموخ الأقصى .
بقلم: كمال مسرت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق