الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

مقهى الحارة
بقلم عبير صفوت محمود سلطان 

انها الحكاية الرابعة التى يكمن بها الأهداف ، كيف كانت تلك الليلة فى حارة السيد حافظ ، عندما جهر الجميع فى حنجرة واحده وثارت الثورة الإجتماعية ، ايها العالم انها الحرب ، جهرت خديجة العايق تقفهر  وهى تفرك خصلات من شعرها الأسود السميك : 
حرب حرب هو انتو قد الحرب ، استمع اليها جارها السكير رشاد من نافذته الصغيرة التى كانت تطل على أحد جوانب غرفتها ، قائلا بنبرة لا تمت الا لرجل واعى : 
إن لم تكن الحرب لنا فلمن تكون ؟!

قفزت خديجة بما أصابها الهلع وهى تغلق النافذة بقوة تهمس : 
يا ساتر هؤلاء الرجال لا يعرفون الرحمه إذ مس أحد الأعداء أرضهم .

تنهد خليل العايق وهو يفكر بعميق فى اصل التمعين ، ثم نظر إلى السقف الفارغ الا من اللمبة الصفراء المعلقة بها ، حتى رتبت زوجته منكبة  توضح : 
انها حكمة يا ابو ماجد .

ردد ابو ماجد : نعم انها حكمة بالغة التعقيد .

تجلى فى هذه الأثناء عاصم ابنهم الصغير ملوحا بشقاوة الشباب : ابى سوف اخرج قليلاً .

امتعض ابو ماجد منفعلا بهستريا: 
كيف يكون ذلك يا ابنى ؟! وان قامت الحرب ، هل تكون من الراحلين ؟!

شعر عاصم بشيء يغلى بين ضلوعة الصغيرة وتلسن بثبوت : 
يبدو أن الأمر جاد .

أكد ابو ماجد : بل إنه خطير .

عزز رزق القهوجى عباراتة وتنهد بشيء من الخبرة قائلا : كيف يكون ذلك يا رجال ؟! معقول هنحارب .

اجاب صبى القهوة دنجل بحماس : ولماذا لا يا معلم ، نحن من زمن قادة الحروب ، هل نسيت الماضي افكرك .

فرك المعلم رزق لحيتة القصيرة قائلا بتأكيد :
 معقول يا دنجل ، من زمان ونحن نجاهد والتاريخ يشهد .

دبت حركة غريبة وهمس يوالية جهر وصمت يجارية حديث غامض ، حتى استمع الجميع لصوت أتى من البراح يجهر بقوة :
حسبكما ايها العالم ، حتى الآن لم يشن الرئيس الحرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...