مقهى الحارة
بقلم عبير صفوت محمود سلطان
انها الحكاية الرابعة التى يكمن بها الأهداف ، كيف كانت تلك الليلة فى حارة السيد حافظ ، عندما جهر الجميع فى حنجرة واحده وثارت الثورة الإجتماعية ، ايها العالم انها الحرب ، جهرت خديجة العايق تقفهر وهى تفرك خصلات من شعرها الأسود السميك :
حرب حرب هو انتو قد الحرب ، استمع اليها جارها السكير رشاد من نافذته الصغيرة التى كانت تطل على أحد جوانب غرفتها ، قائلا بنبرة لا تمت الا لرجل واعى :
إن لم تكن الحرب لنا فلمن تكون ؟!
قفزت خديجة بما أصابها الهلع وهى تغلق النافذة بقوة تهمس :
يا ساتر هؤلاء الرجال لا يعرفون الرحمه إذ مس أحد الأعداء أرضهم .
تنهد خليل العايق وهو يفكر بعميق فى اصل التمعين ، ثم نظر إلى السقف الفارغ الا من اللمبة الصفراء المعلقة بها ، حتى رتبت زوجته منكبة توضح :
انها حكمة يا ابو ماجد .
ردد ابو ماجد : نعم انها حكمة بالغة التعقيد .
تجلى فى هذه الأثناء عاصم ابنهم الصغير ملوحا بشقاوة الشباب : ابى سوف اخرج قليلاً .
امتعض ابو ماجد منفعلا بهستريا:
كيف يكون ذلك يا ابنى ؟! وان قامت الحرب ، هل تكون من الراحلين ؟!
شعر عاصم بشيء يغلى بين ضلوعة الصغيرة وتلسن بثبوت :
يبدو أن الأمر جاد .
أكد ابو ماجد : بل إنه خطير .
عزز رزق القهوجى عباراتة وتنهد بشيء من الخبرة قائلا : كيف يكون ذلك يا رجال ؟! معقول هنحارب .
اجاب صبى القهوة دنجل بحماس : ولماذا لا يا معلم ، نحن من زمن قادة الحروب ، هل نسيت الماضي افكرك .
فرك المعلم رزق لحيتة القصيرة قائلا بتأكيد :
معقول يا دنجل ، من زمان ونحن نجاهد والتاريخ يشهد .
دبت حركة غريبة وهمس يوالية جهر وصمت يجارية حديث غامض ، حتى استمع الجميع لصوت أتى من البراح يجهر بقوة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق