الأحد، 31 ديسمبر 2023

بقلم : الكاتبة روضة فرحات 
      جمعة النهايات 
   الجزء (1)
اختزل العام في ذاكرة هذا الأسبوع
 هل رجع الى النهاية مسرور ؟
أم بالضربة الأولى مصروع ؟
 هل فيه تكاتف اوصاله؟
 أم تنافر مفروع ؟
انصهر العام في بصمة حزينة مريرة
 مخبوزة بأمل موجوع 
بدرب سال بطول وسطه دم لمفزوع
 من آثر حرب لازالت عالما بالقهر مصنوع
 انت يا "جمعة النهايات"
 اختزلت عاما فسيفسائيا مزركش 
احمرا قان
و سوادا متقع
 و بياضا في الآفاق مفرش 
اسوأ النهايات تنتهي بالدمار 
و الخراب و النعش 
و الاروع ما فيها " انتم " .
سواد نغص ما النفس اشتهت 
يقابله " انتم " البياض 
و الحب انتم لأعماركم آت 
كم جلسنا في نهايات الأسبوع الآخير
 نمرر شريط الذكريات 
نتفرج على أيام بالدم حالكات
 لو لا النجوم في السماء الناصعات 
ما كنا استمرينا كما واحدا موحدات
 نحن موجودون
" أنا و انت و انتم "
برغم الآلام و الانكسارات 
برغم استشهاد " الهو و الهم و الهن" 
هنا و هناك ملقاة
 برغم جماجم شهداء الاطفال
 هناك بالنوار مفروشات
 كيف ننسى او نتناسى من قتلو
 و ما حصل و لو للحظات 
كيف " نغطي عيون الشمس بالغربال "
 و نتغاضى عن صور القهر 
و التنكيل باللامبالاة
 هل الحرب لعبة في يد أطفال كبار
 ام الحرب فيلم ابطاله " صور كرتونية " 
يتداولون القتل مرارا و مرار
 هل الحرب كانت " عطسة العدو "
 نثرت امامها اوراق مواثيق الكبار
 فما يبقى بعد ذلك الا ان نقول لهم 
" رحمكم الله "
 و بعدها تذهب الرياح بلا حسابات 
كم سهل ان يقتل الانسان اخاه الانسان
ثم يقول " لم أقصد... لأنه..."
 ثم يقول" لا اقبل منكم تتبعات
 و لا امتعاضات "
و مع ذلك تتواصل الحياة 
و مع ذلك لا نريد الموت
 نتيجة اللذي جرى و فات 
و مع ذلك نستقبل العام القادم بالتهليلات
 و احتفلات اعياد الميلاد
 بالمعايدات و التبريكات و السهرات 
لكن مع ذلك نريد الحياة
 شموس تنصر الأطفال الباقين 
ممن هددهم الغزاة 
فكل عام و " نحن و انتم و هم "
 في سلم و سلامات 
على مدى الدهر 
بمثاق الانسانية لا بمداد وريقات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...