الأربعاء، 31 يناير 2024

حديث الألم 
حدثت "ياسمين" قالت :
"لقد دخل حياتي منذ أربع سنوات بالضبط، وذلك بعد لقاء صدفة في وقت من حياتي عندما كنت في أدنى مستوياتي. حدث هذا الاجتماع بفضل دافع داخلي... كنت قد عزمت على ان تكون نزهة السينما في الساعة السادسة مساء.
وذات مساء في شهر ديسمبر، بسبب التعب الشديد، حفزت نفسي أخيرا لمواجهة الكسل.
عند وصولي إلى السينما، في ليلة رأس السنة الجديدة، صادفت صديقا قديما يناديني. وانضم إليه صديق أعرفه أيضا منذ سنوات دراستنا الثانوية. يتعرف علي على الفور. يدعونني للجلوس بينهما. يمر اهتزاز بجسدي... انتهت الحصة، ومن بعدها أخذنا مشروبات في المقهى وتبادلنا أرقام هواتفنا. وعاودتني رغبة رؤية هذا الصديق الشهير منذ مراهقتي مرة أخرى.
وبعد فترة وجيزة، اتصل بي ليتمنى لي سنة جديدة سعيدة. ومن مناقشة إلى مناقشة، قررنا أن نلتقي مرة أخرى. كان موعدنا كلاسيكيا: مطعم، نزهة، تجربة ليلة حب عاطفية عذرية للغاية في الشوارع، أمام البحر وفي المراقص السرية.
إلى جانب حياتي الجديدة على سحابتي الوردية، فإن جسدي يتصرف بشكل سيء، وينتهي الألم المستمر بالإشارة إلى وجود ورم. في نفس الوقت الذي كنت أمضي فيه قدما في قصة حبي، كنت أخوض في التقلبات والتحولات في بروتوكولات المرض والعلاج. رافقني حبيبي منذ لحظة التشخيص وحتى آخر يوم من العلاج.
لقد كان صبورا وهادئا بشكل استثنائي، وملاكا، وروحا طيبة، وكان رجلا عاطفيا ومحبا للغاية. أتساءل كمْ عدد المحبين الذين سيبقون معك وأنت على هذه الحالة؟
أرى نفسي أرنح، أشك، يتساقط شعري، أتقيأ، أبكي، أغضب... ثم أرتد، أفرح بعدد خلايا الدم البيضاء والخلايا الليمفاوية. منذ ذلك الحين، أعتقد بصدق أن شفاءي حدث أيضا بفضل دعمه، وحضوره، والطاقة الإيجابية التي يطلقها أوكسجينه في الجسم مع كل عناق، وعناق، وقبلة، وكلمة حلوة.
أنا سعيدة لأنني أجبرت نفسي على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بي، في ليلة السنة الميلادية، وتحديت الظروف، وحدي كامرأة حرة."
بقلمي عبد الفتاح الطياري
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...