عرفتني درويشا
أمشي لا منتصب القامة ،
و لا كان في كفي
أي زيتون يذكر .
اقتيدت نسائي
ظلما للمواخير ،
و زج برجالي
في سجون العسكر ،
و لا فتحت فمي ،
و لا همهمت حتى ،
و لا قلت أن ذاك منكر ،
أقيم صلاتي سرا مرتين ،
و أجهر كما المسلمين
بالباقيات الله أكبر
كان معاشي زرعا و ماشية ،
و بعض زيتون و سكر
و الانعام تحمل عني
ما استعصى علي فأكثر ،
و كل الأواني كانت من فخار ،
كلنا من نفس المصدر ،
وعيشي رغيد بأنعم الله
من حل كد و غلات البيدر ؛
إلى أن مسنا على حين غفلة
دعاء المفرط المقصر ،
و لم أعد درويشا
فقلبي البستان
بالأوجاع تكدر ،
و شفتاي عادت نارا ،
جل الأحيان سماء تمطر .
عفوا فالذئاب
يستهويها الشارد المتهور ،
و الدرويش في أعماقي حزين ،
ثائر يرى بسيط الأحلام تبخر .
من مكناسة الزيتون بالمغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق