قصة قصيرة
نجاة
بقلمي حنان حلمي
-----------------------
في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في ليلة من ليالي الشتاء
وقفت سيارة أمام منزل شهاب المكون من ستة طوابق نزل جميع من بالمنزل صغارا وكبارا يحملون أثاث شهاب يتهامسون ولا يصدرون اي اصوات حتي لا يشعر بهم أخاهم في الدور الأول
أو أحدا من الجيران وامتلات السيارة وذهب بها أحد إخوة سهاب الي مكان لا يعرفه الا أخاه والسائق
وجلس باقي الإخوة في ثمت رهيب إلي أن تفرغ السيارة حمولتهاوتعود ودخل اخ اخر إلي محل بقالة بالمنطقة يطلب منه أن يطفئ الانوار خارج المحل
خاطب البقال وهو يهمهم قائلا
لن نتركهم وسنقوم بطردهم من المنزل ولكن بعد انتهاء ما نحن فيه وفي أثناء حديثهما عادت السيارة مرة أخرى
وبسرعة عاودو نقل الاثاث إلي الأسفل .وكأنهم خلية نحل
كل منهم يعرف جيدا ما سيحمله في سرعة فائقة وذهبت السيارة وتوارت عن الأنظار واختفت وصعد الإخوة
وكلهم اسي علي حياة أخيهم التي اتهدمت وانتهت
شهاب أخيهم الأصغر الذي تزوج من أربعة أعوام ينتهي زواجه هكذا
شهاب كان شديد البخل ليس فقط في المال بل في المشاعر
يبخل علي زوجته في كل شئ في خلال فترة زواجهم تلك طلبت منه الطلاق ثلاثة مرات أنجبت خلالهم توام بنت وولد
كان يتشاجر معها علي كل شئ مصاريف الحفاضات وكل شئ
لم تكن سعيدة بالمرة
في منزل واحد مكون من ستة طوابق لكل فرد منه شقة بزوجاتهم وأولادهم كانت الحياة لا تخلوا من المشاكل بينهم
كانت تغلق عليها باب شقتها وتشعر بغربة بينهم ولا تندمج معهم
والزوج غافل بخيل في مشاعره وفي المال وفي الكلام الرقراق
كانت تتعذب من حياتها تلك وتشعر أنها سجينة
الا زوجة أخيه الأكبر كانت تفضفض لها وكان ابن سلفتها تلك
اكبر منها بعامان بدءت تشعر بمشاعر تجاهه قاومت هذا الشعور كثيرا
حاولت أن تقضي علي هذا الشعور وترضي بالأمر الواقع
لكن قلبها تمرد عليها وابي أن يرضي
كانت تصر علي الطلاق ولكنه كان يرفض واحيانا يعتدي عليها بالضرب
ويخرج وتظل هي وحدها في المنزل وخالد هو اليد التي تمسح دموعها ويحاول أن تنسي وتتعود علي طبعه ولكن نشات بينهم ألفة وكان ملاذها من أحزانها تحدثه في الهاتف في غياب عمه
كان لا يتركها الا وهي تضحك وتبتسم وتنسي آلامها
اتفقت مع خالد أن يمثل معها مسرحية لتجبره علي الطلاق
وتتزوج بمن تحب
اتفقوا على أن ينتظر خارج المنزل وعندما يريد جارهم أن يقف في بلكونته ليلا كعادته يوهمه أنه لا يراه ويصعد من البلكونة
وبالفعل رآهم جارهم وبسرعة امسك هاتفه واتصل على اخو شهاب الأكبر منه فهو صديقه وأخبره بما رأي وبسرعة اتصل علي أخيه شهاب وجاء مسرعا وأخذ إخوته وزوجاتهم معه ظننا منه أنهم في وضع محرم وجده جالسا في الصالة هو نجاة ودخل الجميع في ذهول واتجه شهاب الي نجاة يسألها ماذا يفعل هنا
جاوبته بكل قوة أحبه ومكانه بجانبي طلبت منك الطلاق كثيرا
ولكنك لا تهتم أصبحت ابغضك رفع يده ليضربها ولكن خالد امسك يده قائلا له لم نخونك لو كنا ضعاف النفوس كنا
قصينا امتع اللحظات في غيابك ولكنها عندي اغلي من الحياة
اريدها زوجة لجئنا لهذا لنجبرك علي الطلاق فلم يعد في امكانك أن تجبرها علي عشرتك بعد أن رأينا جارنا ماذا سيقول عليك وانت المفروض أمسكت بزوجتك وابن اخيك في الشقة وفي غيابك
وهنا رد شهاب تمام
إذن سوف اطلقك واتجه الي درج البوفيه وأخرج منه ورقة وقلما وقال لها امضي علي تنازل منك بجميع حقوقك
صرخت نجاة وقالت موافقة اني اكرهك ولا اطيق العيش معك
ومضت وأخرجها بالملابس التي كانت ترتديها ومعها اولادها حمل خالد أحدهما وهي حملت الآخر وخرجت إلى أهلها وصلها خالد الي منزل أهلها علي أمل أن تنتهي العدة ويتزوجها
وبعد هذا كله لم يشغل شهاب ببته الذي هدم ولكن ما شغله أن تتنازل له عن كل حقوقها ولم يكتفي بذالك بل هرب العفش ليلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق