الأربعاء، 31 يناير 2024

أبلغ لطيفة أنها قد أتلفت
ذاك الفؤاد ولم يعد يتحمل

ما كنت أحسب أن عشقي قاتلي
ومقبري تحت الحرير المخملي

يا ليتتي ما أبصرت عيني بها
حتى هوى عرش الفؤاد مزلزل

وكأنما جلمود صخر داسه
وعل على عجل فراح مهلهل

أبلغ لطيفة أنها أغوت وما
أحلى الغواية من رشا متجول

ألقت بسهم الحسن حتى أثخنت
في القتل مثل الفارس المتسربل

 فوجدت بعض حشاشتي متشرد
والبعض مات وقد أصيب بمقتل

فمضيت بين النائحات معددا
أنعي فؤادا كان قبل الآن لي

أبلغ لطيفة أن ما فعلته ما
فعلته ليلى في الزمان الأول 

وما علمت بأن قيسا مثلنا
هاجت عليه نوائب كي تبتلي

 قصفت عيون لطيفة فتفحمت
تلك المدائن في الفؤاد الأعزل

وتفقد الشريان سيل دمائه
فقال مالي لا أراني ممتلي

قحط أتى بسجيتي أم عارض
لا ممطر فيه العذاب الأهول

فلأبعثن إلى الفؤاد كتابنا
ما الخطب يا ذاك الفؤاد تفضل

سكت الفؤاد عن الكلام هنيهة
وقال إني عاشق متغزل

فلا تسلني عن أمور إن بدت
سؤتم كما ساء الفتى في المندل

أبلغ لطيفة أنها أصل الهوى
ودون ذلك نسخة تتطفل

وأنها أم الغرام وأخته
وولية العهد الجديد المقبل

وأنها كل الجمال إذا استوى
سجدت لها كل النسا تتبتل

ورثت على الحواء كامل حسنها
تركت نساء العالمين تولول

يا عاذلي بهوى لطيفة إسقني
كأس الملامة ثم دعني أثملي

ولا تسلني كم لبثت بعشقها
فلربما ليل طويل منجلي

ألطيفة هل تذكرين قصائدي
وإذا نسيت تذكري وتبسملي

ما كانت الأعراب تحكي شعرنا
لأننا المستأخرين الأمثل

أبلغ لطيفة أن حسن زليخة
في بعضها أبصرته يتأمل

حتى إذا قالت له ما خطبكم
قال استحيت فأذني كي أرحل

أيا لطيفة قد مضى ما قد ماضى
وأنا على عهدي ولن أتبدل

وليس لي قصد بوصلك فاعلمي
أن الوصال دوا المحب القاتل

وكل أمنية إذا قطف الفتى
قنوانها صارت كطعم الحنظل

والشوق أجمل من لقاء حبيبة
إذا انتهيت ندمت ماذا تفعل

عشرون عاما والهوى متأجج
فالشوق يشعل والحشاشة تصطلي

لا ذابل ورد الهوى في مهجتي
فالروح تسقي والصبابة تثمل

مذ أن لمحت لطيفة ما أبصرت
عيناي بنت من لطيفة أجمل

وكأنها مثل الرشاء تجملت
بمبيت بدر حالف لن يرحل

غارت نجوم الكون من أزيائها
وفي المدينة نسوة تتململ

وقد عضضن أناملا من حسرة
وكأنهن الظالمات العذل

أبلغ لطيفة إن أتاها قصيدنا
أن تحضن الأبيات حتى تشعل

راض بما كتب الأله فلا أنا
ولا لطيفة كائنين لنجهل

الدكتور خالد فريطاس الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...