عبدالصمد
كلمات: معاذ زكريا خالد
يا عبدالصمد
عند موتك
سينعيك الجميع
بلا إستثناء
سيعنلون عليك الحداد
ويتوشحون جميعاً بالسواد
جميعهم سيدعي وصلاً بك والوداد
سينسجون الكلام المقفى في حقك حتى يجف المداد
الأصدقاء وأنصاف الأصدقاء
وأشباه الأصدقاء واللا أصدقاء
جميعهم موجودون
في سرادق العزاء
سيقولون في حقك الخطب
كان مقداماً عند الشدائد والكرب
كان لطيفاً خفيفاً في غاية الأدب
كلهم يدعي صداقتك
هذا يقول أنه من صحبتك
وذاك يقول أنه من حارتك
ليس بينهم أحدٌ غريب
والأمر العجيب
أنك لا تذكر على وجه الدقة
آخر مرةٍ زاروا فيها دارك
يا عبدالصمد
سيبكيك الجميع
دون أن يحزن عليك أحد
سيقرأون الفاتحة لروحك على عجل
سيضحكون ويقهقهون من غير وجل
سيكونون مشغولون جداً بتفاصيل العمل
يعقدون الصفقات ويتبادلون النكات
بلا إستحياء
صديقك هذا يحاول أن يبدو متأثر
والآخر يستجدي الدمع لينزل
حتى يراه الناس
ويقولوا يا الله
ما أروع الإخلاص
الجالس هناك يا عبدالصمد
كان عدوك حتى الأمس
خان وُدكَ وشرّاه بثمن بخس
والجالس بجواره شخص
لطالما كان يمدحك أمامك ويلعنك بالهمس
كانوا يا عبدالصمد
يظهرون لك الحفاوة
ويضمرون لك العداوة
والكره والبغضاء
وانظر هناك ؛ هناك بعيداً
ستجد نسوة يتهامسن فيما بينهن
وكأن موتك لا يعنيهن في شئ أبد
ولكن إذا ما أقترب منهن أحدٌ
تجدهن يشققن الملابس ويضربن الخد
ثم يصحن بكلما أوتين من قوة وجهد
مات أبو الولد
الكريم إبن الكريم
سليل الأكرمين
الأصيل إبن البلد
ولكن ماذا نقول
إنما الموت كما الغول
دائماً ما يختار منا
الأنقياء
الأتقياء
الأوفياء
الذين ليس كمثلهم أحد
في الصدق والوفاء
يا عبدالصمد
لا تستغرب
ولا تستعجب
انه طبع البشر المتقلب
يأتي صديق وصديق يذهب
والناس أحوالهم شتى على كل دين ومذهب
يجؤون ويذهبون
الأصدقاء الأوفياء
والكاذبون المدعون
كلهم سيمضي كما تمضي الأيام
لا مراء
الطيبون
المخلصون
الصادقون
سيبقون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق