م. توفيق بني جميل الأهوازي
منذ فترة لم أكتب شيئًا و هذا كان يزعجني. لأن هناك قوة داخلية تدفعني دائمًا إلى الكتابة، ولهذا السبب بدأت بها. لقد أغلقت كل نوافذ عقلي، إذا جاز التعبير. أغمضت عيوني ومثل الصيادين حاولت أن ألتقط موضوعا من بحر عقلي المتلاطم وأخيرا نجحت:
كان مدرس الفيزياء يعيش بين أقاربه في أحد الأحياء. في ذلك اليوم، كان قد عاد لتوه من الفصل الدراسي وكان يستعد للراحة مع زوجته وأطفاله، و فجأة أضطرب الجميع بصوت الضجيج و الدعوة إلى العراك. من قبل أحد أبناء العمومة المعروف بالشر، يبدو انه كان متشاجر مع أحد الأشخاص وجاء حتى يحشد إخوته وأبناء عمومته ويأخذهم للقتال معه. وكان المعلم أيضًا من ضمن أبناء عمومة الشخص الشرور. ركض الجميع وراء الشرير بالعصي والهراوات. المعلم، كان محرجًا من نظرات النساء المؤلمة، و كأنهم يقولون له لماذا لم يستخدم الهراوة و يفزع مع باقي أبناء عمومتة. في النهاية و بالإجبار التقط عصا وبدأ في الركض خلف الآخرين. لقد كان مشهدا سيئا للغاية. كان يخاف أن يراه أحدا من تلاميذة على هذه الحالة، ولهذا كان كل بضع ثوان يسرق نظره من الأمام وينظر حوله وأخيرا أصطاد أحدهم. نظرات الدهشة والتوبيخ و في نفس الوقت الخائفة من تلميذ جعلته يشعر بالخجل والندم على تصرفاته. بسرعة ألقى عصاه جانبا و رجع إلى بيته، وبعد أيام قليلة انتقل مع عائلته من ذلك المكان وذهب إلى حي آخر لم يعد فيه ضجيج و لا حملات. بعدها تذكرت شعرا من صادق إبراهيم الساري، الذي لم يكن بعيداً عن كتاباتي. أضفته وأنهيت كلامي بـ:
بيهم يفسر الشجاعة عرك و طومر زلم
و بيهم يفسرها حيلة و كون بتلهمط يلم
و آنه أفسرها الشجاعة عقل و أفنون العلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق