السبت، 3 فبراير 2024

==< أهرب منك ♥♥إليك♥ >==

لم أكن أدري بأن مستقبل أيامي الباقية،،ستخطه خيوط كذبة تائهة ، في زحمة عصر قد غدا أغلب ما فيه هو خلاصة لتراكمات الكذب،،،،،،وحب الأنا والتعلق الشديد بذاتنا ،، وجهدنا الدؤوب الساعي لإرضاء نزواتها وشهواتها المتمردة،،،،،، وحيدا أنا كنت أصول وأجول ،، على عرش مملكتي الذي تحده مجموعة من الإناث،،،،،،حين طرقت بابي واقتحمت خلوتي ،، و قفزت من بعيد ،فاستوطنت حضني بحروف كلماتها الحبلى بشهوة النساء،،،،،،********
أتت إلي من ذلك المجهول القابع بعيدا عن ناظري ،،، الساكن وسط خيالي وأفكاري ،،،،،و فجأة نطقتْ بأولى كلماتها المصبوغة بالأحمر الخجول،،،و كعادة اللقاءات الأولى،،كان الحذر الشديد في انتقاء الكلمات يحتل الحيز الأكبر وله حصة الأسد وسط حروف الكلمات،،،،،،
و لكن : 
هل صحيح كما يقال : بأن الانطباع الأول دائما على صواب،،و قليلا ما يكون خاطئا ،، هكذا كنت أظن و هكذا ظننت حينها و وقتها، وبعد أن أنهيت محادثتي الأولى معها،،،وبعد أن رحلتْ بعيدة عني وتاهت في ضباب المجهول الذي أتتني صدفة منه،،،،،،،،،و عُدتُّ أنا إلى سريري والذي لم أغادره سوى بحروف كلماتي وخيالي،،،،استسلمتُ لإرهاق جسدي وأطرافي المتعبة،،التي أنهكها طول السهر ،، والحيرة تنهش أفكاري العقيمة في مثل هذا الوقت من ساعات الفجر الأخيرة،،،،،،
مضت الأيام مسرعة بلا رحمة،،،وأصبح الحلم حقيقة و تحول الخيال واقعا يجمعنا معا ولو من بعيد،،،،،
لم تعد تلك الأنثى الحائرة في هذا الوجود،،والتي حادثتها في المرة الأولى،،
خلعت عن كلماتها جميع القيود،،وأبقت فقط على ذاك الخجل الشرقي،،والذي كان يطل زائرا بين الفينة و الأخرى ،،،و أطلقتْ العنان لجماح خيالها،،حلقتْ بأفكارها بعيدا وراء الأفق اللامتناهي،،و حلقتُ أنا معها عبر المسافات البعيدة،،تركنا كل الأشياء خلفنا، تجاهلنا هذا الوجود و كأنه لا وجود لأحد آخر سوانا،، 
شهرٌ أول وتلاه شهرٌ آخر،،،كانا كافيان لأن يُبددا سحب الشك التي كانت تحلق في فضاء أحاديثنا ،،،،،و حينها أيقنت أني وقعت صريعا لذاك الجرح الذي ينتظرنا معا في مستقبل أيامنا اللاحقة،،،،حين تأكدت بأني قد عشقتها،وأصبحتُ على يقين لا يترك للشك حيز من مكان ، بأنها قد أصبحت بي مغرمة،،،،،
في هذه اللحظة بالذات،،استيقظتُ من غفوة أحلامي،،و جثم واقعي الذي أعيشه بركبتيه على عتبات صدري المخنوق،،
حاولت جاهدا أن أنطق تلك الجملة التي لم تعد تعتقني لأرتاح،،،و لكني عبثا كنت أحاول،،فكانت الشجاعة تخذلني في كل مرة كنت فيها أبدأ بالكلام،،،مشاعر كثيرة وأحاسيس متعددة،و أفكار متنوعة ، من حب و عشق و خوف واهتمام وحزن وألم وأوجاع،،،
جميعها تأتي مجتمعة معا في لحظة واحدة ، و تجعلني أنسى و أتناسى و أتغاضى عما أنوي أن أبدأ به حديثي والكلام،،،،
كيف أستطيع أن أخبرها: بأنها ليست الأولى في حياتي؟؟!
كيف أتجرأ أن أقول : بأني قد توّجتُ قبلها لإسمي سيدة من النساء؟؟! 
نعم أحببتها بكل ذرات وجودي وكياني،،ولكن هل وحده الحب يكفينا لنمضي معا ؟!!!
فكانت كذبتي تلك،، هي من أطلقت صافرة البداية و النهاية،،،لقصة عشقنا الضائعة،،،،في متاهة واقعنا الذي لم نستطع له تبديل،،،،،.
........
#شاكر الحريري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...