بدلا من أن يلقى علينا الفيس عند اللقاء السلام والتحية يفاجئني بالسؤال ، بم تفكر يا حسن ..
وقد كنت أُفكر فيما نحن فيه من الغلاء الفاحش ..
فقلت أذهب للقراءة في سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للتسرية ..
وكنت أقرأ في موسوعة سيدي الدكتور النابلسي في سيرة عُمَيْرِ بن سعد الصحابى العفيف الذي نزل فيه قرآن لتبرئته ..
فقد أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن كعب بن مالك ، قال: لما نزل القرآن وفيه ذكر المنافقين ..
قال الجلاس بن سويد : والله لئن كان هذا الرجل صادقًا، لنحن شر من الحمير، فسمعه عمير بن سعد ، وكان الجلاس هو الذى تولى تربية عُمير بعد موت أبيه
فقال عُمير له : والله يا جلاس ، إنك لأحب الناس إليّ، وأحسنهم عندي أثرًا، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لتفضحنَّك، ولئن سكت عنها هلكت، ولإحداهما أشد على من الأخرى،
فمشى عُمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فذكر ما قال الجلاس، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجلاس عما قاله عُمير، فحلف بالله ما قال ذلك، وزعم أن عُميرا كذب عليه فنزلت هذه الآية
" يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ " التوبة 74
ومن أراد التزود فليذهب بنفسه للقراءة في سيرته واقتطفت من حواشيها هذا الحوار :
دخل غلام على أحد الخلفاء الكبار مِن بني أمية, هشام بن عبد الملك، فلما رأى طفلاً صغيراً بين الوفد عاتب الحاجب ، وقال :
ما شاء أحدٌ أن يدخل علىَّ إلا دخل ، حتى الأطفال
فقال الغلام الصغير :
أيها الأمير :
إنّ دخولي عليك لن ينقص مِنْ قدرك ،
ولكنه شرّفني ،
أصابتنا سَنَةٌ أذابت الشحم ،
وسَنَةٌ أكلت اللحم ،
وسَنَةٌ دقّت العظم ،
ومعكم فضول مال ،
فإن كانت هذه الأموال لكم فتصدقوا بها علينا ،
وإِنْ كانت لله فعلام تحبسونها عن عباده ،
فقال الخليفة :
والله ما ترك هذا الغلام لنا في واحدة عذرًا .
ــــــــــــــــــــــ
ثم قمت بتقليب صفحات جديدة من هنا وهناك فأعجبني ..
ما ذكره الحافظ ابن عساكر ، في ترجمة الأحنف بن قيس - واسمه الضحاك
أنه رأى في يد رجل درهما فقال :
لمن هذا الدرهم ؟
فقال الرجل : لي
فقال :
إنما هو لك إذا أنفقته في أجر أو ابتغاء شكر
دمتم بخير ونعمة وفضل من الله أحبتى الكرام ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول حسن الغريانى أبو سيد بقلمه تحت عنوان ..
أخطار وآفات
ـــــــــــــــــــــــــــ
بصرت الواقع
فوجدت الكثير ..
من مواقع التفاهات
عصب الحياة
وأصبح الاكتساب مِنَ الحرام
إحدى السِّمَات
وشاهدت الباطل علا
فَعَلِمْتُ من المدخلات
أَنَّ السعيد في الدنيا
خسيس الصِّفات
وأصبح الضمير
أُلْعُوبَةٌ في يد الغُلَاةِ
وَاعْتَلَى منابرنا
دُعَاةٌ على أبواب النار
تلقي علينا العظات
من القوم الدُّهاة
اللهم اهدنا سبيل الحق
وارزقنا الثبات
واختم لنا ..
بالباقيات الصالحات
قبل الممات
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم أبو سيد حسن الغريانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق