الأحد، 25 فبراير 2024

" نقطة النهاية"
كما مضى من كان قبلنا سنمضي..
فلا تستعجل الرحيل...
ولا تطلب الموت قبل أن يطلبك
فإنك حتما ستلاقيه يوماً 
 فلا تستعجل الرحيل قبل أوانه
ولا تحاول سباق الزمن..
لأن كل من سابق الزمن سبقه الزمن
أليس الزمان يتجدد..؟
يوم يمضي ويوم يأتي
ويمضي معه جزء من أعمارنا 
وإن في الحياة لعبرة لنا
وإني أذكرك فتذكري..
قد كنت أراك صبية تلعبين
ثم رأيتك شابة تزهرين
وها أنت صرت إمرأة تثمرين
كم هو سريع مرور الزمان
كأن هذا الذي حدث..
حدث بين شروق وغروب
كم هو سريع مرور الزمان
هل أدركت الآن بعد هذا العمر الذي مضى
مضى كساعة نهار أو بضع من يوم
هل أدركت الآن هذه الحقيقة..!؟
حقيقة الزرع حين يخضر ثم يشتد ساقه
ثم يهيج ثم يصفر ثم يكون حطاما
فهذه لعبة الحياة ولهو الدنيا 
قد لعبت بمن كان قبلنا ثم مضو إلى نسيان
فكم من ديار كانت عامرة بأهلها
والآن صارت خرابا يسكونها
أليس الإنسان مند ولادته
يبحث عن السعادة في أي شيء..
ويتوهم في غفلة أنه أدركها
وعندما يبحث في نفسه وفي قلبه لا يجدها
فأين يجدها وقد علقها بشيء أخرى
كلما ابتعد ذاك الشيء..
زاد بعده من عذابه وحزنه..
فالسعادة قيدها الله بنفسه
 في قوله ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنك ﴾
فلا تبحث عن السعادة في الأشياء المادية..
فإنك لن تجدها... ولو امتلكتها
وتأمل في نفسك وفي قلبك
 فإن وجدت حلاوتها وسكينتها..
فاعلم أنك من أهل الإيمان وتقوى
ولا تحزن على ما فاتك من الدنيا 
فإنما الدنيا أيام ستنقضي 
 كما ينقضي عمر الإنسان 
كم هو سريع مرور الزمن...
قد كنت أراك صبية تلعبين
ثم رأيتك شابة تزهرين
وها أنت صرت امرأة تثمرين
وغذا عجوز عقيم..
فهكذا تكون بداية كل شيء..
وهكذا تصير نهاية كل شيء...
فلا تستعجل الرحيل...
قبل أن يكتب القدر نقطة النهاية.
بقلم: شاعر وكاتب والناقد أحمد أحبيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...