القريبةُ مني جدا
الثائرة على معاني الدجلِ والشعوذة خذيني
كرمحٍ أو سيفٍ أو قوسِ
واجعليني نبلا وشقي بيَ الغمام
تعالي بحرفكِ ها هنا
ولتضربي خيمةً بدويةً
ولتسمعي مني السلام
كيف أروي قصتي
وبأي لغةٍ أصورُ منيتي
والمعاني كلها بين يديكِ
كيف لي أن أعبر عن أشواقٍ تأكلني
وآهاتٍ في الصدرِ تحرقني
وأنا بينهما أحدثكِ ولا أبالي بالألم
جئتكِ اليوم بقصيدةٍ يحملها المساء
في يديها شمسٌ وقمر
وعلى رأسها أكليلٌ من زهر
حروفها شهدٌ طيبٌ مذاقها كالتمر
جئت وفي جعبتي كلام كثيرٌ كثير
جئتك اليوم حاملا روحَ التشبيهِ ونورَ القمر
ولطافة الربيعِ تسبقني
تحملُ مسك الليلِ إليكِ
جئتُ وفي يديَّ سلتان
فيهما تمرٌ ورمان
جئتك اليوم بكليتي
كي أفيضَ بين يديكِ
بأشواقي وصبابتي
وكل ما أشعرُ به من غضب
جئتك اليوم حاملا همي
وهمَّ الاخرينَ من الذينَ تجمدوا بؤسا
أو ذابوا فقرا
أو ماتوا وهم أحياء
ينظرونَ الى أحلامهم تتمزق
جئتكِ اليوم وفي يدي اليمنى قلبٌ يبكي
وفي اليسرى مقبرةٌ للأحلام
فيا من أحببتكِ يوم كنتِ في العدم
وفي الوجودِ عشقتكِ اكثرَ
ما أنتِ بعشتار
ولا روح العامريةَ أو بثينةَ
أو عزةَ أو تلك التي روتْ ما روت
في حضرة شهريار
أنت أغلى وأسمى وأشرف
من كل تشبيهٍ ورمز
أنت أنبلُ مخلوقٍ أكرمه الجبار
وأرقّ قلبٍ منذ الأزل
يا رائحةَ الأبِ الزكيةْ
وبساطةَ جدتي
وابتسامةَ والدتي الحنون
ماذا ترينَ في قومٍ أساؤوا للفقير
وداسوا على أحلامِ الضعيفِ
كما يدوسٌ الواطي الحقير
ماذا ترينَ في قوم يقدسونَ الخرافة
ويلحسونَ الأحذيةَ كما تلحسُ الشاةُ الخروف
ما قولكِ في قومٍ يعبدونَ البشر
البعض يرقصُ
والبعض ينطحُ في حضرة الدجالِ
كما ينطحُ البقر
ما رأيكِ في قومٍ يحلبونَ الجوع
يطمعونَ في الموتى
ويرجونَ من الترابِ الخلاص
ما رأيكِ في قومٍ يشربونَ دمَ المسكينِ ويسكي
ويُلبسونَ حريمهم عرقَ الضعيفِ معاطفا
ويقولون نحنُ الذين اختارنا الربُّ للكلام
إلى مزابلِ التاريخِ ارحلوا عنا
دعوا الجو يهدأ قليلا
يكفيهِ ما سببتم من زكام
ارحلوا
ولترفرفْ بعد رحيلكم أجنحةُ السلام
البكاي كمال كمال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق