الأربعاء، 6 مارس 2024

في ذكرى ميلاد الساحر
معاذ زكريا خالد
-
تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب العالمي/ غابريل غارسيا ماركيز ؛ فقد ولد عبقري الرواية العالمية في السادس من شهر مارس من العام 1927م.
ماركيز صاحب الأعمال الأدبية المتفردة مثل الحب في زمن الكوليرا ؛ قصة موت معلن ؛ الجنرال في متاهته وروايته الخالدة مائة عام من العزلة ؛ والتي إحتفت بها الأوساط الأدبية حول العالم إحتفاءً شديداً وأثنت عليها ثناءً عظيماً ؛ فكانت سبباً في منح صاحبها جائزة نوبل للآداب في العام 1982م.
ماركيز الذي لم يكمل دراسته الجامعية في القانون مفضلاً العمل ككاتب صحفي حيث يروي في مولفه الموسوم بـ( عشت لأروي ): " يمكن لأبي أن يغفر لي أي شئ بإستثناء فشلي في تعليق شهادة جامعية - لم يستطع هو الحصول عليها وتعليقها ع الجدار ".
ولا أعلم ما سر هذه الجفوة بين أهل الرواية وعلم القانون ؛ فهاهو الأديب المصري الكبير إحسان عبدالقدوس والذي هجر القانون من أجل الكتابة الصحفية والأدبية يحكي عن معاناته مع مهنة المحاماة فيقول ( كنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعاً ).
لم يكن ماركيز شديد الحماسة لنشر رواية مائة عام من العزلة ؛ فقد نشر من قبلها (٤) روايات لم يجني منها إلا القليل ، وعندما ذهب هو وزوجته (مرسيدس) - لإرسال الرواية لدار النشر في بيونس آيرس بالأرجنتين لم يكن يملك المال الكافي لإرسال نسخة الرواية كاملةً ، الأمر الذي إضطره لإرسالها على دفعتين.
إستغرقت الرواية من عُمر ماركيز عام ونصف العام من الكتابة المتواصلة على الآلة الكاتبة ، فضلاً عن الكثير من علب السجائر ، حيث كان ماركيز يدخن بنهم شديد وبمعدلات عالية.
حققت الرواية وبطلها " خوسيه أركايدو بونديا " لماركيز شهرة عالمية لم تتوفر لجده الكولونيل نيكولاس ريكاردو ماركيز ولم تحققها له أي رواية آخرى ، هذه الشهرة التي منحته صداقة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ، الذي كان يتباهى بماركيز وكثيراً ما كان يجلسه إلى جانبه في الإحتفالات الرسمية.
يصف الكاتب الصحفي اللبناني سمير عطالله - ماركيز بأنه أحد أساتذة الروعة ، نحات من كبار النحّاتين الذين يحولون الرواية إلى " نُصب فني " يمر حوله الملايين في خشوع ، لذلك فليس ماركيز وحده هو من تشرّف بنوبل، ولكن نوبل كذلك كان لها الفخر عندما مُنحت لماركيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...