الخميس، 28 مارس 2024

28 مارس 2024...18 رمضان 
«ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ»
آية 1 من سورة العلق 
لماذا تحتل القراءة كل هذه الأهمية؟ 
 قال سبحانه بصيغة الأمر “اقرأ”، وهو ما جعل/ يجعل القراءة في مقام رفيع. القراءة تعني تنمية المهارات العقلية والفكرية، تعني الصحة العقلية وغذاء العقل، هي محفز الدماغ للقيام بمهامه وتطوير قدراته.
إن التلازم والارتباط بين القراءة والعلم والحكمة واضح ظاهر؛ فالقراءة تنتج علماً، والعلم ينتج حكمة، ودائماً كلما قرأت هذه الآية الكريمة، يستوقفني تساؤل: 
لماذا العرب هم أقل البشر قراءة؟ 

حسب رأيي.
ذكرت نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر (حكومي)، أن العالم العربي يقف في ذيل قائمة الأمم القارئة، ذلك أن متوسط معدل القراءة فيه لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا.
وإذا قرأنا كتابا نقرؤوه كالببغاء كتابا واحدا، القرآن الكريم ولا نفهمه لا لغة ولا بيان. لا ندرس علوم إنسانية، لا فلسفة ولا كتب اقتصادية ولا حتى تفسير الفرقان... لا نفتح انجيل ولا توراة ورغم ذلك ودون علم نحكموا على أهل الكتاب بالكفار...
عندئذ نتحولوا الى فقهاء نسمع كلام الله ثم نحرفونه حسب مبتغانا... فنقطف الجهل ونعتبر انفسنا علماء...
نحن شعب لا نقرأ وإذا قرأنا بعض الجمل لا نفهم ومع ذلك نحكم.
لقد أصبحنا في وضع مترد فيما يخص القراءة ومطالعة الكتب، كشخص وقع من علو فمات وانتهت حياته بمجرد سقوطه كقذيفة، مما لا مناص فيه أن القراءة تلعب دورا مركزيا في تطوير القدرة على التواصل والتحليل وإنتاج مجتمع متحضر وواع بمسؤولياته. مجتمع مثقف ومدمن شر إدمان على أكل صفحات الكتب وملأ خزانه المعرفي بمعلومات، والانفتاح على ثقافات أخرى من شأنها العلو بالإنسان الذي سيصبح بدون شك قادر ومؤهل للانخراط في دينامية المجتمع وفي تقدمه وفي حركيته وصيرورتها.
يا امة ضحكت من جهلها الامم... تتباهى بما لا تملك نحن خير امة اخرجت للناس؟
بقلمي عبدالفتاح الطياري
 -تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...