الاكاديمية العربية المغربية للشعر والأدب

أسمى الفضائلِ والمكارم والفطنْ

لي قد تجلّت في الإمام أبي الحسنْ

قد كان في الدنيا مثالاً وحدهُ

شاء الإلهُ لهُ نظيراً لم يكنْ

فالله أبدع في كمالِ صفاتهِ

آبى محيّاهُ يدنّسهُ الوثنْ

ما جادتِ الدنيا بحرٍّ مثلهِ

يبقى المثال لنا بها طول الزمنْ

لولا عدالتهُ وزهدهُ في الحياة

لما توالتْ في خلافتهِ الفتنْ

مرّتْ عليهِ مصائبٌ وقلاقلٌ

ما هابها يوماً ولا عرفَ الوهنْ

لولا مواقفه النبيلة في الحياةِ

مع النبيِّ لما ذكتْ نارُ الإحنْ

بطلُ المعارك وحدَهُ فيها الفتى

قد كان للإسلامِ كشّافَ المحنْ

ما انجبتْ بطحاءُ مكةَ مثله

بطلا ولا أرضُ الشآمِ أوِ اليمنْ

لولاه ما انتصرتْ رسالةُ أحمدٍ

أو كان للإسلام في الدنيا وطنْ

لولا تقاهُ لما تخلّى صحبهُ

عنهُ وساروا للطليقِ المضطغنْ

سيفٌ على ظلم الطغاةِ مسلّطٌ

لم ينثلمْ في الحقِّ يوماً أو يلنْ

لكنْ بجوفِ الليلِ يبكي خاشعاً

للهِ مبتهلاً وقد جافى الوسنْ

لم يعبد الله ابتغاءَ ثوابه

أو خوفَ نيرانَ الجحيم فلم يهنْ

قد طلّق الدنيا طلاقاً بائناً

فالسرُّ بين الناس عندهُ كالعلن

قد طلّقَ الدنيا لمرضاة الإله

ما ابتغى منها جزاءً أو ثمنْ

رزاق عزيز عزام الحسيني