فاقد الشئ لا يعطيه
بلغت الصباح عيني لمنشور وُضع تحت اقلام، ارادوا فيه ان ارتجل بقصه او شعرا لموضوعي (فاقد الشئ لايعطيه)(واعتقد السؤال لأهله) فتذكرت خالتي من بين الأسرة عاشت معنا بانت انها عاقر! اسرة مالت كل الميل لها وتركت ما فيها من عمات وخالات وجدة من الأب وكنت انا الولد الاكبر وعمري سبع سنوات وامي مقعدة وابي مات!! ولي اخوان رضع اشتد عليهم الجوع من قلة اللبن! سمعت جدتي ان من لاينجبن اطفال ولا تدر صدورهن اللبن تاخذ بعضا من الاعشاب وكان ثمنها يعادل حبات من الذهب وقليلا من القيراط ذهبت لسوق العطارين وتسأل عن الطياب صاحب الاعشاب رغم تحدب ظهرها وجسمها النحيف المنهزل المتمايل للسقوط فتوازنه بمعكزتها الجميلة من عود البلوط مزخرفه ومغلفه بأوراق الحفظ والأحراز، وصلت للسوق وسألت رجل: اين مكان الطياب قال الرجل: ليس هنا فأمامك هذا حداد وذاك نجار وهذه امراءة تبيع الأقمشة فعليك ان تحسبي عشرة اذرع وزيديهن عشرة وعشرة يكون امامك وعلى جهة يسارك، فتعكزت بمعكزتها وحسبت في ان تسير ب ٦٠قدما وصلت وقصت اليه ... قال خذي من عروق السمسم وعروق شوب الماش وقليل من الية خروف اسود ومعها حلبة وبماء دافئ تغليه وتشربه فان لم يدر لبنها فلا حلا لها، شربت ومضى الوقت وطال الانتظار ولم يحصل شيئآ وقالت: حينها حق من قال:
فاقد الشئ لايعطيه.
سعيتا الجده والعمه الى ام نمر جارتهم تجني الأبقار طرقتا الباب مسرعتان قالتا لها: اعطينا كفا اوكفين من اللبن من ابقارك
قالت: انا عندي ثيران، فألحتا عليها... قالت: الم اقل لكم ثورا؟؟ فتقولا لي اعطنا كف او كفين حليب ايعقل هذا؟؟
رجعتا للبيت وكانت الجدة حزينه بكت وحنت حتى ان لهم جارة لديها ناقه ومن سماعها لصوت الجدة وهي تبكي.. بكت الناقه معها وحنت عليها ودر لبنها،!! فطرقت الباب الجارة وقالت: هذه الناقه لكم خذوها ومتى ما فطما عن اللبن ارجعوها لي وكان معها اعشاب كثيرة فسألت: اين العمه نادت الجدة هلمن اليّ اجمعنكم جاءت العمة وجميع الخالات كلهن وعددهن سبعا فسألت مسمكِ؟ قالت عراقية وانتي اردنيه ومصريه ومغربيه وجزائريه وعمانيه قالت: اني اشم رائحة العراق انها حقا عراقيه قالت الخالة: صدقتي كان ابي وامي استاذا جامعه وبحادث سير توفيا وانا اختهن من الرضاعه واحببتهن ولم اقدر ان اترك عشرتهن ومحبتهن لي
وقد رفضت ام حاتم الطائي عندما توفي واراد اخاه ان يقوم مقامه بالكرم وقال: لم يا اماه؟ قالت: عندما كنت ترضع تأبى ان يرضع معك ويشاركك احد بالرضاعة وكان حاتم ليس بمثلك وحقا عندما قال الحكماء: فاقد الشئ لايعطيه.
ولم ينسى رسول (ص) حليمة السعديه التي ارضعته والنبى موسى (ع) ان ياخذ اللبن من المرضعات الا ان جلبوا له امه فحسبوها منهن،
ولم ننسى يوم القيامه( تهلع كل مرضعة عما ارضعت).
اياد علي حسن حلو
جامعة القادسية
قسم التاريخ
٣٠/ ٣ مايس /٤ ٤٠٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق