السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
((( ما أجمل كلام سيدنا في الدين ٠٠٠!! )))
الحديث عن أيام زمان في قريتنا الحبيبة - أبو سكين - ذو شجون و لِمَ لا و هى جزء أصيل من تراثنا وحياتنا هكذا ٠٠
كان في قريتنا مسجدان ٠٠
واحد معروش بالخشب و ملوح بالألواح حيث تتجلى فيه فنون وجمال العمارة و نقوش الأبواب و النوافذ و الحليات و المنبر بمثابة تُحف معمارية أثرية نادرة كان بمنطقة المسقا السيد عزبة السيد حامد ٠
ثم تم بناء مسجد كبير مسلح بمنطقة الطُرقة بجوار محطة القطار الدلتا سابقا ٠٠
و بعد البناء الحديث تم هدم وتشيد مسجد المسقا على غرار طراز المسجد الجديد ٠٠
و تناوب في المسجد القديم عدة شيوخ كل فترة ٠٠
حتى استقر الحال على شيخين جليلين نطلق على كل واحد منهما لقب ( سيدنا ) لمكانتهما و منزلتهما بين أهلنا القدامى ٠٠
ففي المسجد الجديد انتقل إليه سيدنا الشيخ عبد الحي شبانة ٠
و المسجد القديم سيدنا الشيخ سعيد عبد الحميد زيد ٠
و تقديرا لدورهما الديني و الاجتماعي و في شتى المناسبات أيضا ٠
مع الناس تم رسم خطة للمسار الصحيح حيث لا يوجد خلاف و انتماءات و مصالح تُفرق لُحمة هذا المقدس الديني القيم ، بل علاقات و مشاعر حب و إخلاص تجمع الناس و بذلك تم التحصيل و جني حصاد الثقافة البسيطة دون تشوية و تشويش و غلبة و بلبلة ومظاهر أهم من المحتوى و الجوهر و الشكليات في الخطاب الديني ٠
فكان كلاهما يخطب الجمعة من دفتر صغير ورقهُ أصفر و معلوماته المختصر المفيد من صحيح ووسطية الدين القيم ٠٠
و تدور موضوعاته حول خُلاصة الأحداث الدينية الهامة داخل شهور السنة من واقع فقه المذاهب الأربعة و كان لديهما مجموعة كُتب على النحو التالي :
تفسير ابن كثير و صحيح البخاري و مسلم و رياض الصالحين و قصص الأنبياء و سيرة ابن هشام و البداية و النهاية و كتاب الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي هذا وفقط ٠
و قد عايشت هذه الكُتب بنفسي عن قُرب لمدى حبي وصلتي بسيدنا الشيخ عبد الحي شبانة و سيدنا الشيخ سعيد زيد ٠
و الجميل في قريتنا كان الكتاب و السنة هما رافد المعلومات بعيدا عن أي فكر وليد طارىء فيما بعد خاص بجماعة فلان و علان و زيد و عمرو من أسماء سيطرت على دماغ الشباب اليوم منذ أربعة عقود ٤٠ سنة و كأننا كنا نجهل و لا نعلم شيئا عن أصول و أركان ديننا منذ ١٤ قرنا و كل شيء خطأ ٠
و أجزم كشاهد عيان لا يوجد فرد واحد ينتمي لفصيل تيار جماعة الإخوان و لا الجماعة السلفية المنبثقة من الوهابية و لا أي تنظيمات مستحدثة ٠٠
برغم كان في هذا الوقت يوجد كم هائل من شبابنا - شباب القرية - المعتدل أصحاب التعليم العالي في الجامعات بالقاهرة و الإسكندرية هندسة و زراعة و تجارة ثم معهد وكلية زراعة كفر الشيخ لم يندمجوا و لم ينخرطوا في تلك الجماعات و كنا في أجازة الصيف ملاصقين لهم بالمرصاد نسمع منهم و نشاهدهم و هم يلعبون الكرة و يتحدثون عن الحياة و يصلون كما هو شائع في قريتنا و المألوف في المجتمع و في كثير من الأقاليم الأخرى ٠
و كنا نتعلم من شباب الجامعات الأدب و الثقافة و كل جديد كانوا بمثابة حلقات مستنيرة و وسائل إعلام مفقودة آنذاك ٠
و كل الأمور تمضي على ما يرام في يسر و حب و قبول الأخر بلا تصنيف ٠
و كل الأمور الدينية مستقرة بلا بلبلة و تعصب و خلافه و انتصارا لفريق بعينه على المجموع ٠٠
فكانت خُطب الجمعة في شهر رمضان عن فضائل الصيام و التراويح و القرآن و ليلة القدر ٠
و في شهر ربيع عن المولد النبوي الشريف ٠
و في رجب عن رحلة الإسراء و المعراج و في شعبان عن تحويل القبلة ٠
و في شهر شوال و ذي الحجة عن الحج و في مواسم حصاد الأرز عن الزكاة ٠٠ و هكذا ٠
لم نسمع مطلقا عن مفردات هذا القاموس و المعجم عن البدع و التشيع و التكفير و التفجير و التفسيق و التحزب و الفتن و الفُرقة و الحض على كراهية الأخر و الاعتداء في الدعاء و التطاول على الرموز و مناصبة روح العداء للوطن و الأمة العربية معا و الأزهر الشريف و الأوقاف و دار الإفتاء و مجمع البحوث الإسلامية و المؤسسات الأخرى الرسمية ٠
يريدون هم الصوت الواحد و يكرهون كل من لا ينضوي تحت أفكارهم و يهرول خلفهم سمعا و طاعة و إذا حاول البعض حوار أو عرض آراء وتوجيه خوفوا الناس يريدون هدم الدين و دغدغة المشاعر بالبدع و المخالفات لا يعيرون لمقاصد الشريعة و المصلحة أي بال ٠٠
أين كنتم منذ ١٥ قرنا حتى صار كل شيء خطأ
ألم تدركوا ان الحرام حرمه الله قطيعا و الأصل في الأشياء الإباحة ٠٠؟!٠
و هناك فرض و واجب و مستحب و البعض مسكوت عنه لا أمر و لا نهي ٠٠
دعك من الوصاية و التسلط و التحدث باسم الله كظله في الأرض و كأنك مالك هذا - الدين - المعتقد المقدس للجميع من خلال التفكر و التأمل و النظر و التدبر و الفهم و الإدراك مع علوم اللغة و القرآن سواء ٠٠
وكان لا يوجد مسألة النقاب المرأة تلبس طرحة و شال و البنت البكر تلبس غُطفة سوداء ٠٠
و المسألة مستحبة عند البعض و ليست من الفرض و السنة و هذا ثابت و معلوم في مجمل التراث الإسلامي ٠٠
احتشام بالفطرة لا يعرف التبرج هذا الحجاب المفروض و المضروب هو الذي يصون كرامتها ٠٠
و لا فرض نقاب و زي للرجال و مغالاة في توضيح حكمه ٠٠
و الشباب يرتدي البدلة أو ملابس معتادة لا نعرف زي يسمى إسلامي شكليات ٠٠
أضف إلى الاهتمام ببعض الطقوس المستحدثة و الدخيلة على قريتنا و كأنها جوهر الدين و التركيز على الاهتمام بالظاهر دون تطبيق الجوهر و المقاصد من وراء كل هذا و ذاك ٠٠
و الملفت للنظر كان الموجود في هذه الفترة ( خطاب ديني معتدل ) واقعي ارتضاه الجميع عن قناعة يجمع لا يفرق ٠
و للأسف الساحة مفروضة لتيار بعينه ممنهج و تصديره على أساس إنه الصح و الحقيقة المطلقة ٠٠
فكثير من فتاوى التي التيارات الدخيلة و الوافدة علينا متناقضة و أصحابها غيروا فيها أو صمتوا ٠٠
فمثلا : موضوع الصور كان يقولون عليها حرام و صوت المرأة ٠٠٠
و كنت اتكلم مع شيوخ السلفية الكبار وجها لوجه في اللقاءات و يعرفونني جيدا أيام الشريط التسجيلية و التلفاز الأبيض و الأسود
ثم بعد ذلك عملوا قنوات و ظهروا فيها و استعملوا وسائل الاتصال الاجتماعي و المحمول و اتصال النساء بالبرامج و تصوير أنفسهم و إعلانات كانت بالأمس حرام و اليوم حلال مباح لم تعد بدعة قس على ذلك الكثير ٠٠
أقول لنفسي ما اتفقت عليه الأمة في الأصول يكفي أن يُحيها حتى نهاية الحياة و الاختلاف في الفروع هو مقصد الفكر الإسلامي المتجدد مع حركة الحياه و الفقه المعاصر لاستنباط الأحكام التي لم تكن موجودة و هذا من خلال لجان لها أهلية العلم المنهجي ٠و أتعجب من تصنيف حال المساجد كل مسجد له مجموعة و كل مجموعة تصدر لنا على أساس إنها المتحدث الرسمي عن الله ورسوله و هو الناجون فقط ٠
و أخيرا كم كان كلام الشيخين مؤثرا فينا في إخلاص و يقين و عدم الاعتداء في الدعاء و عرض الآراء دون إجبار الناس و الدعوة في لين و حكمة و تقبل و أسلوب فيه تشويق و هدوء خارج مظان التنفير و التشديد و في مجمله هو الوسطية و توافق في الثوابت و الفروع فيها فسحة و تتعدد ٠٠
و كل المعلومات صحيحة و هذا كل ما يهم المسلم في حياته قولا و عملا ٠
نعم إنها الفطرة السليمة التي تنم عن السلام مع النفس و الناس دائما ٠
و للحديث بقية إن شاء الله ٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق