وفى بوعده في سرد قصته حين قابلها وكانت متلهفةً لتسمع السبب الدي دعاه يعزف عن الهوى ويخشاه قالت له ها أفرغ ما في جعبتك أو بالأحرى بُحْ بما في قلبك ألم تعدني بسرد حكايتك ها أنا مصغية لك كل الاصغاء وأحسَّ في نبرة صوتها وحدة كلامها بغضبها ولكن تمالكت اعصابها فتوجس خيفةً وأحسّ مدى حبّها العميق له وقال لها لا أحب ان أثير غضبك ما مررتُ به كان حدثا مضى وانقضى لا داعي لذكره فألحت عليه بشدة لسرد الحكاية فقال لها حبّاً وكرامةً فانشدها قصته برمتها
حُبُّكِ النارُ وقلبي حطبُ
أنا أخشاهُ فلا أقتربُ
فهبي غامرتُ في نيرانِهِ
مَنْ سيُطفيهِ إذا يلتهبُ ؟!!!
أَنا أخشى الحبَّ يا فاتنتي
ما نصيبي منهُ الا التعبُ
في غمار الخطب إنّي جَلِدٌ
بيدَ أنّي في الهوى أرتعبُ !!!
فحكاياتي بهِ محزنةٌ
بدموعِ القلبِ كانتْ تُكتَبُ
فأنا كنتُ على دين الهوى
والى أَهْلِ الهوى أنتَسبُ
ماحوى المشرقُ مثلي عاشقاً
لا ولا مثلي حواهُ المغرِبُ !!!
فلكمْ من غادةٍ أحببْتُها
تركتني في الهوى أنتحبُ !!!
فيهِ أبحرتُ بلا أشرعةٍ
والهوى أمواجهُ تضطربُ
لم أكنْ أَعْلَمُ أنّي غارقٌ
فيهِ حتى بيَ غاصَ المركبُ
ملأتْ قلبي وعينيَّ سنىً
وجهها بدرُ الدُّجى أمْ كوكبُ ؟!!!
وإذا ما حدّثتْني فمُها
خلتُ منهُ عسلاً ينسكبُ !!!
في يديها كان قلبي لعبةً
تارةً تحنو وحيناً تغضبُ
قد تسلّتْ بعذابي زمناً
كيفما شاءتْ بقلبي تلعبُ
ذبحتْهُ وانبرتْ ضاحكةً
وعلى صوتِ أنيني تطربُ
أيُّ قلبٍ بينَ أضلاعي ثوى
يجدُ اللذةَ لمّا يتعبُ ؟!!!
كيف تهوى كلَّ يومٍ غادةً
في يديها بتُّ أخشى تُصلبُ ؟!!!
لا ملامي فيكَ أمسى نافعاً
لا ولا قد مضَّ فيكَ العتبُ
لا تذلني في هواها واتّئدْ
لا تكنْ مستعبداً يا طيّبُ
في هواها لم تزلْ ترهقني
لستُ أدري منكَ أينَ المهربُ ؟
وإذا لُمْتُكََ تزدادُ بها
شغفاً، منكَ أنا مستغربُ !!!
لا تُعِدْ يا قلبُ مأساتي بهِ
إنَّما قلبُ الغواني قُلَّبُ
فيهِ أبحرتُ بلا أشرعةٍ
والهوى أمواجهُ تضطربُ
لم أكنْ أَعْلَمُ أنّي غارقٌ
فيهِ حتى بيَ غاصَ المركبُ
جرّعتْكَ الامسِ كاساتِ الأسى
فهي تسقيكَ وحبّاً تشربُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق