الخميس، 2 مايو 2024

إكتفاء 
كلمات: معاذ زكريا خالد 
( السودان )
-
لا أريدُ أن أرى أحداً 
يكفيني من كل الكواكبِ قمرٌ واحدٌ
وجهُها المُتلالئ الوضيء
كأنه قبسٌ من نورٍ سماوي 
-
لا أريدُ أن أعشق قلباً 
يكفيني من كل القلوبِ قلبٌ واحدٌ
قلبُها 
رحمةُ السماء بأهل الأرض
وماءُ الغيثِ وقت الجدب 
-
لا أريدُ أن أسمعَ صوتاً 
يكفيني من كل الأصواتِ صوتٌ واحدٌ
صوتُها 
تراتيلٌ وصلوات 
فرحٌ وأغنيات 
هو عندي أحلي من كلِ النغمات
تغريدُ بلابلٍ وهديلُ حمام 
-
لا أريدُ أن أفرحَ 
يكفيني من الفرحِ فرحتُها
ومن السعادةِ طلتُها 
كأنها الشمسُ 
أقبلتْ تمنحُ الأرضَ من بركتِها
فتنبتُ القمحَ والشعير والغلال
-
هي وطني إن عزَّ الوطن 
وروحي التي تسكُن البدن 
وخلودي حيثُ لا فناءَ ولا عدم
-
هي أرضي وسماي
وسلوتي ونجواي 
وجنةُ صباي 
وسدرةُ منتهاي 
فإن تكن هي أكُن 
وإلا فإني بدونها 
جسدٌ بلا روح 
طائرٌ مجروح 
حطامُ كوخ 
أو دارُ أشباح يلُفُه السكونَ والظلام 
-
وقتي يبتدا برؤيتها 
وتموت في نظري باقي الاوقات 
لو كان عندي سببٌ واحدٌ يدعوني لحُبها
لأحببتُها عنه آلاف المرات 
ولو كنت أملكُ ألف سبب لأكرهُها 
ما كرهتها ولو تملكتني العبرات
-
ولو عشتُ ألف عام
لأحببتُها لألفِ عام
دون أن يملَ عندي القلبُ 
أو ينفد مني الحبُ
أو تنقلبُ نار الشوقِ إليها برداً وسلام 
-
أُحبها 
حُبَ يوحنا للمسيح 
وحُب السحاب للريح 
وحب السلطانِ للمديح 
وحُب أهل الغرام للغرام 
-
حُبها 
عندي كالداء والدواء 
كمرضٍ حميد ؛ حيثُ لا شقاءَ فيه ولا شفاء
حُبها قصتي وحكايتي من الألف إلى الياء 
لا 
بل حُبها فوق الوصف والكلام
-
ربما يبدو حُبي لها كبيتِ العنكبوت
ضعيفاً ، واهناُ 
ولا يُسمعُ له صوت 
لكن نارَ حُبها في القلبِ لا تموت
بل تزدادُ إضراماً وإيلاماً 
-
وما أقدسَ الحُبِ عندما لا نبوحُ به 
بل نترُكه سراً خفياً تهيمُ به الأرواحُ في الملكُوت 
وما أقوى الحُبِ إن هو تحررَ 
من قيودِ الرغبةِ والرهبةِ والكهنوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...