كلمات: معاذ زكريا خالد
( السودان )
-
لا أريدُ أن أرى أحداً
يكفيني من كل الكواكبِ قمرٌ واحدٌ
وجهُها المُتلالئ الوضيء
كأنه قبسٌ من نورٍ سماوي
-
لا أريدُ أن أعشق قلباً
يكفيني من كل القلوبِ قلبٌ واحدٌ
قلبُها
رحمةُ السماء بأهل الأرض
وماءُ الغيثِ وقت الجدب
-
لا أريدُ أن أسمعَ صوتاً
يكفيني من كل الأصواتِ صوتٌ واحدٌ
صوتُها
تراتيلٌ وصلوات
فرحٌ وأغنيات
هو عندي أحلي من كلِ النغمات
تغريدُ بلابلٍ وهديلُ حمام
-
لا أريدُ أن أفرحَ
يكفيني من الفرحِ فرحتُها
ومن السعادةِ طلتُها
كأنها الشمسُ
أقبلتْ تمنحُ الأرضَ من بركتِها
فتنبتُ القمحَ والشعير والغلال
-
هي وطني إن عزَّ الوطن
وروحي التي تسكُن البدن
وخلودي حيثُ لا فناءَ ولا عدم
-
هي أرضي وسماي
وسلوتي ونجواي
وجنةُ صباي
وسدرةُ منتهاي
فإن تكن هي أكُن
وإلا فإني بدونها
جسدٌ بلا روح
طائرٌ مجروح
حطامُ كوخ
أو دارُ أشباح يلُفُه السكونَ والظلام
-
وقتي يبتدا برؤيتها
وتموت في نظري باقي الاوقات
لو كان عندي سببٌ واحدٌ يدعوني لحُبها
لأحببتُها عنه آلاف المرات
ولو كنت أملكُ ألف سبب لأكرهُها
ما كرهتها ولو تملكتني العبرات
-
ولو عشتُ ألف عام
لأحببتُها لألفِ عام
دون أن يملَ عندي القلبُ
أو ينفد مني الحبُ
أو تنقلبُ نار الشوقِ إليها برداً وسلام
-
أُحبها
حُبَ يوحنا للمسيح
وحُب السحاب للريح
وحب السلطانِ للمديح
وحُب أهل الغرام للغرام
-
حُبها
عندي كالداء والدواء
كمرضٍ حميد ؛ حيثُ لا شقاءَ فيه ولا شفاء
حُبها قصتي وحكايتي من الألف إلى الياء
لا
بل حُبها فوق الوصف والكلام
-
ربما يبدو حُبي لها كبيتِ العنكبوت
ضعيفاً ، واهناُ
ولا يُسمعُ له صوت
لكن نارَ حُبها في القلبِ لا تموت
بل تزدادُ إضراماً وإيلاماً
-
وما أقدسَ الحُبِ عندما لا نبوحُ به
بل نترُكه سراً خفياً تهيمُ به الأرواحُ في الملكُوت
وما أقوى الحُبِ إن هو تحررَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق