البحر الكامل
الدوح يسمو وارفَ الأفنــــــــــــــانِ
مُتدلِّيــــــا في رقّـــــــــةٍ وحنــــــانِ
ويظلُّنــي غصــــنٌ رطيبٌ ينثنـــــي
مُتثاقِلا كتَثاقُـــــــــلِ الوســـــــــنانِ
وجعلتُ جذعَ الخوخِ بعضَ وسائدي
والعشـــــبُ حولي راحــــــةُ الأبدانِ
كلُّ الطيـور تعاهــدتْ أنْ تلتقـــــــي
وتقيمُ حفلًا في فنــــــــــــا البستانِ
يحتاطُهُ الســـــــــــاجورُ يلثمُ ثغرَهُ
ويلفُّهُ الصــفصـــافُ بالأغصـــــــانِ
أنا لا أصـــــوغُ من القفـــارِ قصيدةً
فأنــــــــا بقــربِ الــــدوحِ والغُدرانِ
والبلبلُ الصـــــــدّاحُ يطلقُ لحنَـــــهُ
متزركشٌ في أجمـــــــلِ الألــــــوانِ
ويغنّي في الجمــــعِ الغفيرِ قصيدةً
ويصوغُ منها أجملَ الألحــــــــــــانِ
ولقد وصفتُ منَ الحقيقةِ نصفَهــــا
وتركتُ شــــطرا زاخـــــــر الأحزانِ
فحــــذارِ أن ترتدَّ نحـــــوَكَ رميـــةٌ
لِــتحلَّ بين مراقــــدِ النســــــــيانِ
تمشـــي ورمشُــــكَ راعشٌ متحفّزًا
متوجّسًــــا من ســــــاعةِ الشيطانِ
وأراني كالطيرِ المهيضُ جناحُــــــهُ
مُتهالكًــــــــــــا كالظـلِّ في الميزانِ
مرحــــــــى ليومٍ كنتُ فيهِ محاذرًا
مُتخوِّفًـــــــــــــا من غيلةِ الثعبــانِ
ما عدتَ يا ســــــاجورُ تنعشُ زائرا
ومُرَحِّبا بالســـــــــائرِ الظمـــــــــآنِ
فعلى دروبـِــك ألفُ ألفِ حكايـــــةٍ
راحتْ ترافقُ موكبَ الرُكبـــــــــانِ
فعُرى المحبَّةِ في رُبـــــــاكِ تفتَّقتْ
وتثــاقلـتْ بالزورِ والبُـهتـــــــــــانِ
واغتيلتِ البســــــماتُ في أفواهنا
واستهترَ الإنســــــانُ بالإنســــــانِ
الشاعر: خالد محمد إبراهيم/سوريا
منبج / التوخار
___________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق