الخميس، 30 مايو 2024

أنا لي عالمٌ آخر
أنا قررتُ منذُ الآنَ أنْ آتي لعالمِكِ أحاورُكِ أسائلُكِ أناقشُكِ
وحقّي أنْ تُجيبيني
أجيبيني بلا خوفٍ بلا جبنٍ بلا حرصٍ أجيبيني
أجيبيني فإنّ الخوف مقصلةٌ وإنَّ الجبنَ مهلكةٌ وأما الحرصُ سكين
أجيبيني بحريّة جوابَ الأرضِ للمطرِ كهمسِ النحلِ للزهرِ
جوابَ الطيرِ للفجرِ وكوني مثلَ تشرينِ فثوري واصرخي فيهم
بأنّك مثلُّ كلِّ الناسِ منْ ماءٍ ومنْ طين فإنّ الصمتَ أن حلّ
جنانَ الصبّ أذواه فيخسرُ في رحابِ الصمتِ أفراحاً لها في القلبِ
ألوانٌ وتلوين
أجيبيني بأوقاتٍ يكونُ الناسُ منشغلين بالدنيا أو الدينِ مع الفجرِ
ومع اشراقةِ الشمسِ وعندَ الليلِ يفترشُ سماءَ الكونِ فيلمعُ فيها مبسمُكِ
ويلوحُ وجهُكِ المحبوبُ كقرصٍ من لُجينٍ يسطعُ وسطَ تعتيمٍ
وحين ُتنثرُ الأنجمُ في لوحِ السماءِ وأرقبُها بكلِّ الشوِق علّك تُرسلين سلاماً
مع إحدى النجومِ فيطفيءُ حرّ تكويني
أنا يا هذا مكتوبٌ على قلبي على عيني على سمعي على قسماتِ إحساسي
بأنّي ولدتُ منْ رُعبٍ ومنْ ضعفٍ ومن جبنٍ ومن قهرٍ
فكيفَ أعصي تكويني ؟ !!
أنا ما عرفتُ الحبَّ لغيرِ اللهِ ,والوطنِ ,ولبعضٍ من بَني قومي هُمُ قَبلي
أحبوني وعلّموني مُذْ وعيتُ: بأنّ الحبّ ممنوعٌ ومذمومٌ حرامٌ منكرٌ
خبثٌ وإنْ أحببتُ عافوني وآذوني لأنّ الحبّ مثلُ السُمّ
يَسري في الشرايين يَضيع ُالعرضُ والشرفَ ويلحقُ من يحبّ ُالعارَ
إلى يومِ القيامةِ وهناكَ الربُّ في سقرَ سيُلقيني فليس لي حقٌّ بعشقٍ
غيرَ عشقِ اللهِ والدينِ
وضاعَ العمرُ يا هذا وقلبي خائفٌ وجِلٌ حبيسٌ بين أضلاعٍ
ولا يقدرُ على خَفقٍ على نبضٍ على ردٍّ لتسليمٍ
إلى أنَْ جئت يا هذا لتفتحَ بابَ زنزانة به صَدأٌ له قفلٌ
وفيه كلّ أشكالِ التخلِف أحجامٌ وألوانٌ مما أودعوا فيه
وبعضٌ من تصاميمي فقد أبدعتُ في رسمِ الفضيلةِ
مثلما أوحتْ نصائحُهم فصارتْ لي عباداتٍ وأضحتْ لي تعاليمي
وكمْ فاخرتُ !!! وكمْ غاليتُ !! حينَ رأيتُ إعجابا بما أفعل
ممن أبدعوا يوماً بترويضي وتدجيني وتسميمي
أنا لستُ كغيري من بناتِ الأرضِ أنا لي عالمٌ آخر ولي فكري
وتكويني لمَ تسعى إلى جرّي لما أعجز ولا أقدرُ على فعلِه؟!!!
لقد عُوّدت واعتدتُ على أنّ الهوى والحبّ أمرٌ ليس يعنيني
لذا فارحلْ ارحلْ رجاءً ودعني في صويمعتي فما بي طاقةٌ أبداً
على التغييرِ ويلزمني مع العمرِ الذي أحيا عمرٌ ثاني
فقد جارَ الزمانُ عليّ لا بلْ جُرتُ أنا على نفسي
وأضنيتُ الفؤادَ بأعمالي وإهمالي وما أرضيتُ لي نفساً
فكيفَ الناسَ أُرضيها وكيفَ الناسُ ترضاني وتُرضيني

انتهت
من ديواني:نبض قلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...