شابان وبنتان يملأن البيت تارة صراخا وتارة كركرات تجعل الفؤاد يغرد مثل البلابل.
ظلت رعاية عيني الأم ك أنفاسهم بل أقرب ماعدا الابن الثاني وعد.
سنين تسير ك دولاب الهواء يقطع الهواء وتزداد صيحات الاطفال خوفا وفرحا ،حتى اكتمل عمر ابنها الاول عشرين ،والثاني وعد تسعة عشر.
كل جوارحها تضعها في خدمة ولدها الكبير أحمد لما ترى فيه أهلا لادارة الاموال التي يديرها أبوهم،
وكان شعور الجفاء الذي دب في قلب أخيه وعد جليا ولكنه يخفيه احيانا ،ومرات يقسوا بضرب أخيه في مشكلة بسيطة لما يمتلك عضلات وقسوة في القلب ولدتها أمه.
ظل البدر المنير ضوؤه يغطي أخاه ،وهواء الربيع يرفل به، وأطايب الكلمات ولذيذ الطعام من حصته، وأخوه وعد لايعرف كبت غليانه.
جذور الضغينة أخذت تدخل الى أبعد من قلبه ،وأخذت تؤسر روحه التي سيطر الظلام عليها وباتت قاب قوسين أو أدنى الى القتل.
تراود وعد ..أفي الكون أم تضع البصاق في ماعون ولدها ،ام تدفعه خارج مائدة الطعام حتى يبقى اثار لقيمات ترميه له ك الكلب اللقيط.
أشيطان أنت أم كائن يشبه العنكبوت ،وحتى هذا الكائن يقتل عائلتها حتى زوجها ،ولاتفرق بينهم.
نصفك نور يشع على دروب أولادك ،ونصفك غضب اثاره وحممه البركانية تحرقني في القلب ولم تبق قطعة نور أسير على هداه.
الأختان يسرقان من الأم ويلقونه بيده ليكون عونا في مشيه الى الخارج، ولكن فتات المال لايملأ كؤوس أمانيه.
زادت الامه نارا بعدما علم تروم الأم بتسجيل العمارة التي تمتلكها باسم ولدها البكر،
عندها أصبحت ناره سوداء لايرى من دخلها ولايعود .
امتطى فرس الليل وظل يجوب في زوايا بستان أهله ،وأخفى وجهه المظلوم ،ومسدس مهيأ لانطلاقةرصاصة في بطن حمله تسعة أشهر.
أماه ..لاأقدر على نطقها ،تتلذذ الناس بحروفها وأنا أجدها حميما حنظلا تكوي الشفاه فلا أجد أصوات الحروف.
أيامي منذ كنت احبو ألعب بهدايا أخي ،ولااجد شيئا باسمي افتخر به امام أصدقائي وجيراني.
حتى الجيران حيرة في عيونهم وكأن وجوههم تخبرني أنك ليس من صلب أبيك.
شق سكون الليل وبراءته وتسبيح الملائكة والناس ،شقه اطلاقة امتزجت بصيحة امرأة ملأ السماء نالت النجوم منها وبكاء القمر،
أم تهاوت الى الارض ساجدة بدموع ودماء ومناداة على ابنها الكبير ،
وأيقظ الألم صغار العصافير وخوف البلابل والحيوانات وكأن الأسود غارت على البستان ،ولايعرفون ذئبا اصطاد أمه دونما شعور.
ردت أنفاسها عند أذان الظهر ،وأشرقت عيناها الى رؤية أهلها ،وزاد النار لهيبا وجود ابنها وعد الذي خطوط وجهه تأسف على عودتها الى الحياة.
الأم تناجيه من قلبها:أقلبك رمى الرصاصة أم يداك
أين كانت روحك التي أودعتها في جسدي وقطعت من كبدي لأضعه في وريدك،
أعيناك أبصرت وجهي الذي سهرت عيونه لتكون أبهى رجل
أما خاطبك عقلك كم أراد أبوك طردك من بستانه ،ووقفت جبلا أتلقى الكلمات والسهام من أجل سلامتك،
أتدري.. قلبت كل الموازين لأقنع أباك على مناصفة العمارة لكما.
سلامات وايات الشفاء على سلامتها تلقتها من الأهل والجيران ،
وبعدما شرب كأسا مكتوب اسمه على كتاب يمتلك نصف العمارة ،خر الى الأرض بكاءا وندما ،لايعرف أهله ماذا حدث له.
ابوشيماء كركوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق