الثلاثاء، 30 يوليو 2024

غِبنا سنيناً وعنّا الأهلُ ما سألوا
ما انتابهم قلقٌ يوماً ولا وجلُ !!!

غبنا سنيناً فما جاشتْ عواطفُهم
هل غاضَ منبعُها أم نابها مللُ ؟!!!
 
يا ليتهم سألوا في أيِّ بادية 
أو أيِّ حاضرةٍ أحبابنا نزلوا ؟!!!

ما دغدغَ الشوقُ إذْ غبنا جوانحَهم
لكنّ أضلاعنا كالجمرِ تشتعلُ

ما كنتُ أحسبُ أن يسلوا بفرقتِنا
يا ليتني مثلهم أسلو وأنشغلُ !!!

هل أجدبتْ بَعدنا دنيا مشاعرهم
أم غالها البعدُ أمْ أضحى بها خللُ ؟!!!

أم دبَّ فيها ضنى النسيانِ أمْ رهقٌ
أم إنهم سئموا أو كدّها كللُ ؟!!!

أمْ لمْ يكنْ بعدُنا يكوي أضالعهمْ
فالجرح منتغرٌ هيهاتَ يندملُ ؟!!!

وهل هواهم خبا في البعد لاعجهُ
وبالجفا هل دروا أحلامنا قتلوا ؟!!!

كأنّنا لم نكنْ نشقى بفرقتهم
والشوقُ يلذعنا والدمعُ ينهملُ
 
إنْ جاءنا خبرٌ منهم يؤرّقنا
إنْ ساءهم ساءنا أو سَرَّ نحتفلُ

مُرهُ العيونِ منَ التسهادِ في قلقٍ
والليلُ في الليلِ بالأشجانِ مُتّصلُ

نقطّعُ الليلَ في همٍّ وفي أرقٍ
يهونُ الهمَّ في إيّابنا أملُ

هل لوعةُ الشوق في الأضلاعِ جاحمةٌ 
أم إنّها حممُ البركانِ تشتعلُ ؟!!!

حُمّى الهوى انتقلتْ ناراً إلى بدني
كأنّني باللظى لا الشوقِ مشتملُ

قلوبنا انصهرتْ من حرَّ ما كتمتْ
منَ اللواعجِ والأفكارُ تقتتلُ

لله قلبي لكم عانى بمغتربي
ولم يزلْ حاملاً ما ليسَ يُحتَملُ

ما بينَ جنبيَّ بتُّ اليوم مندهشاً
أ مضغة من دمٍ أم إنّها جبلٌ ؟!!!

فمن أعاتبُ والأيامُ ساخرةٌ
منّي فلا عتبٌ يُجدي ولا عذلُ

والصمتُ أجملُ من ايقادِ ذاكرةٍ 
في ذكرها المرِّ كم ينتابني خجلُ !!!

ما كانَ نسيانهم جرحاً أُضمّدهُ
ما زالَ خنجرُهم في القلبِ ما العملُ ؟!!!
                                                                   
ماذا دهاكَ تكونٌ اليومَ مكتئباً
تبكي على فائتٍ ولّى وتنفعلُ ؟!!!

لا ينفعُ الدمع يجري إثرهم كمداً
وليس ينفعُ تذكارٌ ولا طللُ !!!

ذكرى تولّتْ مع الماضينَ إذْ رحلوا
فاخلعْ رداء الأسى والهمِّ يا رجلُ

أحلى ليالي الهوى والعمر أجمعهُ
مرّتْ كزائرةٍ يعدو بها العجلُ

أحلى الليالي مضتْ كالبرقِ خاطفةً
في طيّها بهجةٌ أو طعمُها عسلُ

كنّا بها نشتكي تخبو بنا عجلاً
واليومَ أقعدها في غربتي شللُ !!!

ما شانها سَأَمٌ بل عابها قصرٌ
واليوم في طولها بالحشرِ تتصلُ

لكم تغنيّتُ في أرضِ العراقِ هوىً
ولم يكنْ شافعاً فخرٌ ولا غزلُ

ما بالهُ وطني بي غير مكترثٍ
ما لي سواهُ لو الفردوسُ لي بدلُ

لمنْ أغرّدُ والأذان مغلقةٌ
أزرى بي الشدو والأشواقُ والفشلُ

إنّي سأصمتُ مضطرّا على مضض
وأكتمُ الشوقَ عمَّنْ ما بنا جهلوا
 
رزاق عزيز عزام الحسيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...