في مقهى الحي
انتَبَذ بجسده ركناً قصياً
جلس والسؤال في عينيه
يتأمل فنجان قهوة سوداء
وسيجارة من نوع رخيص
يقبعان فوق طاولة قديمة
بينما كان ينتظر أن تأتيه النادلة
بولاعة من عند أحد الزبناء
وبزجاجة ماء ومرمدة
كان يفكر في كتابة قصيدة
تحكي عن هاتفه المحمول
الذي ضاع منه البارحة
في حافلة قديمة، مترهلة
تنوء تحت ازدحام الركاب
وكأنها علبة سردين
انتهت صلاحيتها منذ حين
كان يظن وله شبه يقين
الآن، ربما يسمع لهاتفه رنين
عند أحد اللصوص المحترفين
أخرج من جيبه المثقوب
ورقة صفراء مجعدة
ومن الجيب الثاني
قلم رصاص وممحاة
ثم وهو على أتم أهبة
لكتابة أول سطر من الحكاية
رن جرس هاتفه بقوة
في جيب معطفه القديم
حرك رأسه يميناً وشمالاً
لونت شفتيه ابتسامة بلهاء
مزق الورقة وألقى بالقلم بعيداً
رشف جرعات متتالية من القهوة
وأشعل سيجارته ويداه ترتعشان
وعيناه تطارد خيط الدخان
محمد العلوي آمحمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق