.
(#غـــــــريب_الديــــــار)
روايــــة واقعيـــــة
للدكتور: إسماعيل محمد النجار
16 مايو 2023م
الحلقة: (1)
︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾︾
◾️ اختفاء نجيب محمد المحلوي (1):
نجيب محمد المحلوي، يتمتع بعقلية مبدعة، شديد الحساسية تجاه الواقع والظروف التي يعيشها، ولأدق التفاصيل، يأخذ كل شيء على محمل الجد، ويعطي الأمور أبعاداً كبيرة، ليعاني من حالة ضيق تدريجي، وصلت لمرحلة الشدة، خاصة في المساء.
دخل بمشاكل مع زوجته ياسمين، التي أنجبت له (إسكندر وماريا)، على مسائل تتعلق بحريتها وانفتاحها الزائد، وإهمالها لحقوقه الزوجية وولديها، وتتهم ياسمين زوجها نجيب بالتقصير تجاهها، خاصة بما يتعلق بحبه وحنانه، وتعامله الرومانسي.
وفي الفترة الأخيرة، كثرت مشاكله مع زوجته وإخوانه، ووصل الأمر للتشكيك في نسبه وأصله، حاول إقناع والده محمد نجيب الهندي ووالدته لطيفة، حاجته لتغيير نمط حياته، بعد أن كثرت مشاكله.
زار نجيب اختصاصي أمراض نفسية، وتحدث معه عن ضيقه، والظروف المحيطة به، وشخص الدكتور حالته بالاكتئاب الحاد، الذي أفقده القدرة على التكيف والتفاعل مع محيطه، وأعطاه علاجاً جعله يعيش حالة من الفتور الشديد، والرغبة في النوم معظم أوقاته، ولحالته النفسية، طلبت زوجته الطلاق، وفكر بالهروب من محيطه وواقعه، وفي ذات يوم، أخذ خريطة البلاد، ودرس أكثر الأماكن التي تناسب طبيعته، واختار منطقة (المحابشة) في حجة، وخطط لترك زوجته وأهله في صنعاء، والسفر لمنطقة ريفية في المحابشة، ليعيش حياته، وبهوية جديدة.
وعند الفجر، ترك سيارته على بوابة المنزل الخارجية، ورمى مفاتيح الشركة والمحلات التجارية بجوار مدخل العمارة التي تسكنها الأسرة، وغادر المنزل الساعة الخامسة فجراً، دون أن يشعر أحد بسفره، وفي الصباح انتظرت زوجته وأهله عودته كالعادة من صلاة الفجر، وتأخر في العودة، وأخبرت زوجته والده ووالدته وإخوانه، وسألوها عن هاتفه، لترد: إنه تركه في غرفته الخاصة. وأعطوه العذر لوجود ظرف خاص، واستمروا بانتظاره حتى الغذاء، ولم يحضر، وبالمصادفة وجد أحد إخوانه مفاتيح السيارة والشركة والمحلات، ملقاة بجوار الباب الداخلي للعمارة، ليزيد من قلقهم عليه، واتصلوا بأصدقائه المقربين، وردوا بعدم علمهم عنه، وأن آخر مرة التقوا معه في اليوم السابق الساعة السابعة مساءً.
ومر اليوم الثاني والثالث، واضطر أهله للاتصال بمراكز الشرطة والمستشفيات، والبحث عنه في الأماكن التي يسافر أو يتردد عليها، وتذكروا أن نجيباً أخبرهم رغبته تغيير محيطه، واحتملوا سفره داخل البلاد أو خارجها لقضاء بعض الوقت والعودة.
مر شهر، وراجعوا الجوازات، ولم يجدوا اسمه في سجل الإصدارات أو السفر، ووصلوا لقناعة الانتظار حتى يعود.
سافر نجيب لمركز المحابشة، وسأل عن مجموعة القرى المحيطة بالمركز، وقرر أن يمر على بعضها، ويستكشف الأنسب لاستقراره، وبعد مروره على ثلاث قرى، استقر حاله في قرية كبيرة تسمى (ذي كابر)، تحتوي على ما يقارب أربعمائة منزل، وعدد سكانها الألف وستمائة نسمة تقريباً، ووضعهم الاقتصادي جيد؛ لعيشهم على مزارع القات الشامي، والبن عالي الجودة، وبعض الفواكه في وادي كابر الخصب، والتابع والمحيط بقرية ذي كابر، وتعرف على إمام جامع القرية، واسمه (حسين أحمد)، وربط معه علاقة قوية، بعد أن غير هويته، وأصبح اسمه (مصلح قاسم الثمنة)، وساعد مصلحاً إمام الجامع في إقامة الصلوات والأذان، وسكن في إحدى الغرف الملحقة بالجامع، ولم تمر ستة أشهر، إلا وقد دخل مصلح مع غالبية سكان ذي كابر والقرى المجاورة، بعلاقة صداقة ومعرفة.
يتبـــــــع...
┄┉❈❖❀✺❀❖❈┉┄
من مختارات:
سلطان نعمان البركاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق