الأربعاء، 3 يناير 2024

بقلم زهرة محمد الساهل 
ذكريات 
بعد اعوام من الفراق 
إلتقينا في محطة القطار 
صعدنا من نفس الباب 
كان متجها للدرجة الثانية 
نظر بعيونه الجاحظة 
كان فيها الف سؤال 
دعوته للدرجة الاولى 
قلت مقعد بجانبي شاغر 
تفضل نشرب كوب قهوة 
جلسنا فقلت منذ سنتان 
احجز مقعدان 
حتى لا يختلس احد النظر 
لا احب ان تٰقرا حروفي 
دون إذني
لا احب ان يجلس احد بجانبي 
يدندن و يغني 
تعلم منذ سنين 
اعشق الهدوء و التأني
الا في قصتي معك 
كنت كالمجانين 
كانك وطن 
وانا من المحاربين 
كنت اظن ان كل النساء 
تراك مثلي ملاك
كنت اظن انني ساحزن 
طول العمر على ذكراك 
تنهد قائلا 
ليت الزمن يعود 
لصنعت لك من الماس عقود 
حفرت على كل حجر 
احبك ولن اخلف الوعود 
اعترف انني اجرمت 
في حق إمراة
ذنبها انها اُغرمت 
اطلقت العنان لقلبها 
و قلمها كتبت و غردت 
لحجر الصوان 
آه لو كان بالإمكان 
لاهديتك خاتم سليمان 
لاحضرت مصباح علاء الدين 
طلبت من المارد 
ان يشق صدري و يخبئك
بين الشرايين 
آه لو تدري
كم عضضت اصابع الندم 
على إمراة لا تنتمي لهذا العصر 
إمراة واحدة في العمر 
ابدا لن تتكرر 
كانت عبراته تملا العيون 
شعرت أنه صار من النادمين 
على حب مجنون 
يتمناه كل رجال الكون 
توقف القطار 
وصلنا للمحطة الاخيرة 
ودعته و لم التفت 
همست قائلة انا إمراة لا تٰنسى 
و لا تنسى 
زهرة محمد الساهل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-( عيد ميلادي)- في الخامس من آب بعضُ طينٍ وماءٍ صارا أنا والى أنْ يختلفا سأبقى هنا... لم تكنْ صدفة أو لقاء عبثي بين عنصرين بل تحدٍّ وامتحان ...