بقلم زهرة محمد الساهل
ذكريات
بعد اعوام من الفراق
إلتقينا في محطة القطار
صعدنا من نفس الباب
كان متجها للدرجة الثانية
نظر بعيونه الجاحظة
كان فيها الف سؤال
دعوته للدرجة الاولى
قلت مقعد بجانبي شاغر
تفضل نشرب كوب قهوة
جلسنا فقلت منذ سنتان
احجز مقعدان
حتى لا يختلس احد النظر
لا احب ان تٰقرا حروفي
دون إذني
لا احب ان يجلس احد بجانبي
يدندن و يغني
تعلم منذ سنين
اعشق الهدوء و التأني
الا في قصتي معك
كنت كالمجانين
كانك وطن
وانا من المحاربين
كنت اظن ان كل النساء
تراك مثلي ملاك
كنت اظن انني ساحزن
طول العمر على ذكراك
تنهد قائلا
ليت الزمن يعود
لصنعت لك من الماس عقود
حفرت على كل حجر
احبك ولن اخلف الوعود
اعترف انني اجرمت
في حق إمراة
ذنبها انها اُغرمت
اطلقت العنان لقلبها
و قلمها كتبت و غردت
لحجر الصوان
آه لو كان بالإمكان
لاهديتك خاتم سليمان
لاحضرت مصباح علاء الدين
طلبت من المارد
ان يشق صدري و يخبئك
بين الشرايين
آه لو تدري
كم عضضت اصابع الندم
على إمراة لا تنتمي لهذا العصر
إمراة واحدة في العمر
ابدا لن تتكرر
كانت عبراته تملا العيون
شعرت أنه صار من النادمين
على حب مجنون
يتمناه كل رجال الكون
توقف القطار
وصلنا للمحطة الاخيرة
ودعته و لم التفت
همست قائلة انا إمراة لا تٰنسى
و لا تنسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق