أحمل مشعلا، أتسلق الأدراج...
تبتسم الحروف و هي حزينة، لقد رأت المارة بوشوش كثيرة
معزوفة لحن، تسافر عبر نفق مظلم ،
تروي الكلمات، كهف الذكريات، رمم المدخل
من حجر الصمت، أطليت الجدران
بدهان الخدلان،
وبأقصى زاوية الركن منه، أوقدت نيران العشق
معلنة أن الفؤاد. حين احترق صار
الرماد ذكريات.
الأثاث فيه ذهول وشرود الحبر من محبرة
التنهيدات ، أهي حقا رحلة شفاء أم شقاء؟؟؟
صعدت الدرج الأول...
سألت الفضفضة، ما حال كهف الذكريات؟ أجابت وهي محتشمة خجولة: من كثر القصص وقلة الأفراح.
لقد مات ذاك الشخص الذي سكنه من ذي قبل
وحلت محله سطور، زخرفت الباب. وكتبت لافتة
بعنوان( العمر ضاع وراء سراب).
ذاك الضوء الخافت من ثقب الباب صد كل مفتاح
لقد تغيرت الأرقام و الأيام، فصار العتاب صاحب الخطاب.
صعدت الدرج الثاني....
سألت الصراخ، كم من صمت زاح الكلام؟ أجاب : منذ مقتبل العمر، حين أفطمت الخيبات رضيع الأنس
وطفل الهمس، وبثرت أصابع اللمس
ريعان الشباب، هي مجموعة صراخ ذكريات هذا الكهف
لا تعجبوا، لما زاحم الشيب تلك الخصلات السوداء
هي حكاية من ألف ليلة و ليلة، بطلها الإحتفاظ الذي هزم
جيوش النسيان، وما حجبت أشعة شريط
هاته الذكريات، سوى ذاك الأمل
أنك تعيش بممات، كم هي قصيرة الحياة
صعدت الدرج الثالت.....
سألت اليراع، وهو يتمرد على سرد
أدق التفاصيل، وأجمل اللحظات، هل الذاكرة إمتلأت؟
وما عاد متسع للخيال؟
أو لذلك الحلم بواقع الحال و المآل؟
أجابني: أين صدق المشاعر؟
أين جانب الإعتراف و الإعتذار؟
لنفس طاوعت الهوى، وصرفت النظر عن
هدوء وراحة البال، أتدري أن العقل، دوما في تفكير و ترحال، مسترسل
و أن القلب يتحول من حال إلى حال
هل تتذكر يا صاح، أولى البدايات
أم أنك ستنكر حصيلة النهايات؟!!
لن أدخل للكهف، إنه قاتم العتمة......
لا أنصحك بأن تختار الإنطفاء و الإنزواء، فالكهف
مليئ بشتى الذكريات
مظلم أم تنيره شمعة الألم و الأمل
أو الإبتسامة أو الحزن
أو الخدلان أو الهجر، فالوحدة قاتمة كل الألوان
والعمر سيمضي بكل حال.
بقلمي
أبو سلمى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق