عُرْسُ الْعَرْشِ الْمُفَدَّى
لِلَّـــهِ مِـــنْ عِيــدٍ أَتَـــى وَ سَلَّمَـــا
عَلَــــى بِسَـــاطِ الْفَخْرِ قَدْ تَقَدَّمَـــا
فِـــي هَيْبَةٍ الْكِـــرَامِ شَرّفَ الدُّنَـــا
وَ حَــــلَّ ضَيْـفًـــا بَيْنَنَــــا مُكَــرَّمَـــا
لِحُسْــنِ طَلْعَـةِ الْهُمَـــامِ سَيِّـــدِي
مُــحَمَّـــدٍ سَـلِيـــلِ مَــنْ تَعَــظَّمَـــا
بَشَـــائِـرُ الْأَفْـــرَاحِ فِــي نَـضَـــارَةٍ
يَزْهُو بِهَـــا عَرْشَ الْعُـلَا الْمُنَسَّمَــا
فَــالْـــوَرْدُ فَتَّـــحَ النَّسِـيـــمُ ثَغْــرَهُ
وَ الزَّهْرُ فَــاحَ عِطْـــرُهُ الْمُشَمَّمَـــا
وَ طَابَ فِي النَّشِيـدِ مَغْنَـى بُلْبُــلٍ
بِغِـنْـــوَةِ الْمَـــدِيـــحِ قَــدْ تَــرَنَّمَـــا
وَ اللَّيْلَــةُ الْقَمْـرَاءُ قَدْ تَشَعْشَـعَـتْ
أنْــوَارُهَـــا وَ انْـــزَاحَ مَـــا تَغَيَّـمَـــا
وَ الشَّمْسُ تَغْزِلُ الشُّعَاعَ بِالنَّــدَى
وَ الرَّمْلُ فِي الصَّحْرَاءِ قَدْ تَبَسَّمَـــا
وَ دَقَّ نَبْـضُ الْحُبِّ وَ الْوَفَــاءِ فِــي
وِجْــــدَانِ كُـــــلِّ حَبَّـــةٍ مُـتَـيَّــمَـــا
وَ السَّهْلُ قَدْ تَوَشَّحَ الشَّبَابَ فِـي
رَيْـعَـــانِـــهِ وَ عُــــودُهُ تَـقَـــوَّمَـــــا
وَ فَوْقَ هَـــامَـــاتِ الجِبَالِ رَفْرَفَـتْ
لِلْمَجْــــدِ رَايَـــاتٌ بِهَـــا تَــوَسَّمَـــا
وَ الْبَحْـــرُ أَزْرَقُ الثِّيَـــابِ مُـنْــتَــشٍ
يَمُــــوجُ رَاقِـــصًأ كَـمَـــنْ تَنَغَّـمَـــا
وَ أبْرَقَ اللَّيْـلُ الصَّبَـــاحَ يَـــا تُـــرَى
أَقْبِلْ لِلُقْــيَــا الْعِيــــدِ فَجْرًا يَمَّمَّـــا
فَالشَّوْقُ فِي أنْفَاسِنَا كَالنَّارِ مِـــنْ
جُنُــونِ حُبٍّ وَ الْــوَفَـــا تَضَــرَّمَــــا
هَذِي بِلَادِي مَوطِنُ الْأحْـــرَارِ مَــنْ
أَحَبَّهَـــا أهْـــدَى لَــهَـــا وَ وَسَّمَـــا
وَ سَيِّدِي عَلَى هُــدَى أَسْـــلَافِـــهِ
حَثَّ الْخُطَى فِي هِمَّــةٍ وَ تَمَّمَــــا
وَ سَيِّـدِي كَمْ مِنْ مُنَى قَدْ نَالَـــهَــا
وَ كَـمْ لِأخْــرَى قَدْ رَأَى وَ صَـمَّـمَــا
لَوْ شِئْتَ أنْ تُحْصِي لَنَا أفْضَـــالَــهُ
لَيَعْـــجِـــزُ اللِّسَـــانُ مَــا تَكَلــَّمَـــا
إنَّ الــزَّمَــانَ شَـــاهِــدٌ بِهَـــا وَ مَــا
تَنَـــكَّــرَ الْمَــكَـــانُ أوْ تَــكَـتَّــمَـــــا
وَ فِي الْمَزِيدِ عَـازِمًا يَسْــعَـــى لَـهُ
وَ الْخَيْرَ فِــي اجْتِهَــادِهِ تَــوَسَّمَــا
اللَّهُ بَــارَكَ الْهُمَــامَ الْمُصْطَـــفَــى
لِــعَــرْشِ أُمَّـــةٍ لَـــهَــــا تَــأَمَّــمَــا
وَ بَارَكَ الْعَرْشَ الْمُفَــدَّى مُنْعِـــمًــا
وَ الشَّــعْبَ فِي ظِلَالِــهِ مُنَعَّمَـــــا
وَ إنَّنَـــا جُــــنْـــدٌ أُسُـــودٌ خَلْــفَـــهُ
صَفًّا بِصَفٍّ فِــي الْمَــدَى تَنَظَّمَـــا
وَ ذِي الْمَــوَدَّةُ الَّــتِـي فِــي قَلْبِنَـا
إِرْثٌ ثَمِـــيــــنٌ بَيْنَــنَـــا تَـقَسَّمَــــا
وَ إنَّ حَـبْـــلَ رَبِّنَـــا حِصْـــنٌ لَـــهَــا
وَ أمْـــرُنَــــا بِحَــبْــلِـهِ تَـقَـــوَّمَــــــا
بقلمي عبد الفتاح الرقاص - المغرب