(((( طعام صار حلم ))))
عذرا يا صغيري ....
لقد أصبح الطعام حلم .....
وجاء وقت لم نتوقعة .......
وصار الخيال في غزة واقع وعلم .....
كم مر علينا صعاب في أرضي ......
كم رأينا قتال وحرب و هدوء وسلم .....
ولم نري يوما الجوع يهاجمنا .....
ويغتال شيوخنا وصغارنا ......
حتي صرنا للناظر كما مشهد في فيلم .....
غزة وقد كانت ملاز كل فقيد .....
بساتينها تزهو و تتألق .....
والأن حتي الطعام .....
صار هدف وأمل بعيد .....
يصعب العيش فيها كل يوم ....
وتخيم المعاناة علي كل دروبها .....
وتتفاقم المجاعة فيها وتزيد .....
حصار غزة أمام كل العرب ....
يرون ويسمعون ويوعون ....
ويتركون العدو يفعل بها ما يريد ....
إنتظر يا صغيري .....
سألتمس لك بعض الطعام ....
سأخرج حين المساء ....
علهم لا يروني تحت جنح الظلام ....
سأنسي عروبتي بعد اليوم .....
وسأنزل عما شغلت من قيمة ومقام .....
لكنني لن أنسي ربي وديني .....
وإن ذاب اللحم من جسدي ونخرت العظام .....
لن تنال مني مجاعة ولا حصار .....
فقد خلقني الله مجاهد .....
والرجال لا تجيد الفرار ....
سأثبت أمام أزماتي ....
سأفعل فعل الصحابة الأبرار .....
سأربط حول بطني حجر لأسجنة ...
كي تبقي الصدور والقلوب أحرار .....
سأكتفي بكسرة خبز وشربة ماء .....
سأحارب الأمراض في جسدي .....
كي لا أحتاج إلي الدواء .....
سأتحمل ظلم عدوي وقومي .....
سأنتظر عطف ربي وعدالة السماء ....
ولن أترك وطني يذبل عطشا .....
فنحن قوم ننتظر الغيث .....
فإن تأخر رويناة بالدماء .....
سأظل أبتسم مهما كانت الظروف ....
وقد صار وطني قبلة .....
المقهور والحر به يطوف .....
قدمت لله قلوب وأكباد .....
من الشهداء مآت وألوف .....
ونزعت القناع من وجه عالم قبيح .....
فصارت الضحية واضحة .....
والمجرم ظاهر معروف ....
لن تهزمني مذبحة أو مجاعة .....
وقصف وتدمير و حصار كل ساعة ....
وأيدي سوداء تبطش في شعبي ....
فلا ينجو منها فرد ولا فصيل ولا جماعة ....
وأمتي غارقة في الملاذات ......
وماعنة في الضلال بكل براعة ....
يأمرها العدو فتفعل ما يقول .....
وقد ضربت مثل أعلي في الخضوع والطاعة .....
فلم يعد يشغلهم دين ولا عرق .....
وأصبحوا متنازلين عن القيم .....
ناكرين للأصول وللدين باعة .....
شبعنا يأمتي مهرجانات وحفلات ومواسم ....
وشيوخ وأطفال ونساء تموت .....
ليس لهم إلا الله مولي وعاصم .....
تلهو البلاد كل ليلة بأضوائها ....
وتتألق الميادين وتعلو صيحات العواصم ....
وهناك عيون تبكي و صدور تإن .....
فقط بين أضلاع غزة هاشم .....
صبرا يا ولدي سيأت الفرج من كل الأبواب ....
نصر وحرية وغني و علو بغير حساب .....
فإن أراد الله وشاء فلا تسأل عن الأسباب .....
ولا لوم علي جلدتي وأمتي .....
وقد تعدي اليهود علي أمهاتنا بالكلاب ....
فقط سأدعو الله لك .....
فلا تثريب اليوم عليك ولا عتاب .....
وإني لمفوض أمري إلي الله ......
ومعتصم بسنة وكتاب .....